الثقة بالنفس أُمّ النجاح | جيلبير المجبر

الثقة بالنفس أُمّ النجاح | جيلبير المجبر

نشر بتاريخ: 25 نيسان 2016

 

الانسان سيد الماديات وسيد الارض. وخلقت الأرض من أجله، وهو مخزون من الطاقات. طاقة واحدة من الطاقات التي أودعها الله بنا اذا استخدمت استفاد منها الانسان في حياته، فكيف بمخزون من الطاقات؟! إن إهدار هذه الطاقات يؤدي بنا إلى الهلاك، فعند الإنسان طاقات ومجالات لابد ان ينجح في إحداها، فباستطاعتنا أن نستخرج الطاقات المخزونة داخلنا عن طريق التوجه اليها والبحث عنها واستعمالها. الإرادة الإلهية اختارت لكل منا ان يكون إنسانا لا حيوانا، ولا نباتا، ولا شيئا، فلذلك يترتب علينا ان نثبت وجودنا..

الإيمان بالهدف، بالمحرك الباطني الذي يدفع الإنسان نحو التقدم والازدهار، البدء من النفس، فالخطوة الأولى تبدأ من داخل النفس، فلا نجد خطوة للنجاح إلا الرغبة النفسية. ترغب فتقرر، بداية النجاح حالة نفسية والثقة بالنفس أم النجاح، فما من بناء ارتفع ولا شجرة زرعت ولا مؤسسة تم إنجازها ولا عمل منجز إلا وفيه نسبة من الثقة بالنفس، فالذي لا يثق بنفسه يعتبر عاجزا. وللنجاح مفهوم محدود، هنالك نجاحات متعددة مختلفة ولكن الأصول والقواسم تبقى مشتركة فليس للنجاح عمر أو مكان معين أو زمان معين، فتحقيق الأهداف لا يرتبط بعمر الفرد ولا مكان، ولا زمان، ولا ظروف معينة، النجاح متاح للجميع..

ابذلوا جهودكم في التفكير والتخطيط والاستشارة والدراسة والاستفادة من خبرات الآخرين، قد يجبر الإنسان على عمل ولكن سيؤدي أقل الواجب. الرغبة هي الخطوة الأولى في تحقيق النجاح، فهي وقود الإرادة، والإرادة وقود العمل، والعمل وقود النجاح..

الإنسان قادر بالرغبة أن يصنع ما يريد إذا اقترنت بالعمل والجهد، ضمن حدود القيم «العدل، والصلاح، والبعد عن الأنانية»، جميعنا نريد النجاح على الا يكون ذلك على حساب الحق، ولا على حساب الناس، وكلما كانت الرغبة أقوى كان الفرد أقرب لتحقيق النجاح.

كيف نملك الرغبة؟ هل باستطاعتنا أن نصنع الرغبة؟ طبعا باستطاعتنا المهم بنا ان ندرس الفوائد ومنافع هذا العمل بالنسبة لنا وللآخرين. الرغبة هي مجال محدود واضح المعالم. حددوا الزمان لكل عمل ترغبون مسبقا فيه.

من الغلط ان نترك العمل مفتوحا. حولوا رغباتكم الى خطط وارسموها بكل تعقل وهدوء كامل، وابدأوا بتنفيذ الخطط بحماس وأعلنوا ذلك للآخرين كعهد على أنفسكم كي لا تتراجعوا أمام الصعوبات واصبروا فلا تضعف إرادتكم ولا تتراجعوا عن أهدافكم. لا تطلبوا التوفيق بديلا عن السعي، فبذل الجهد والعمل بداية النجاح على ألا نستسلم بل نتعلم من الفشل.

البداية الطبيعية حالة طبيعية لا تهم البدايات المتواضعة، المهم النهايات ألا تكون متواضعة.

الاستمرارية والتكملة في العمل هو عين النجاح، «فآخر حجر في البناء هو أهم حجر» وعدم المواظبة أو التراجع عند العقبات يؤدي بنا الى الفشل.

النجاح كالميزان أمر نسبي، وتحقيق هدف نريد الوصول اليه هو أن تصل الى ذلك الهدف في نهاية المطاف بثمن أقل ونتيجة أفضل.

فالحضارات تنتقل من مكان الى مكان بسبب الجد والعمل والمثابرة، لا تقل لا اعرف..

كل ما تقع عليه عيناك تلمسه بيدك، كل ما في هذا الوجود مقدمة لوجودك. نحن خلقنا لهدف وعلينا تحقيقه واثبات وجودنا، انتهزوا الفرص، لا تضيعوا أنفسكم، اهتموا بالعلم والأخلاق والعمل، لكل إنسان دوره لا يؤديه عنه غيره. لكل دور خاص في هذه الحياة وسلمه الخاص للنجاح.. لا تتزاحموا على هذا السلم، لا يضيع في هذا الكون جهد أحد، أي جهد تبذلونه سيبقى لكم..

أيها الشباب، العلم والنجاح لا نحصل عليهما بالوراثة،

لا تركضوا وراء فرص وعبر ذهبت، العلم لم يصل الى مداه والاختراعات لم تتوقف.

النجاح الكبير نتيجة تراكم النجاحات الصغيرة، والنجاح ليس معجزة، لكن النجاح يأتي بالكد والجهد وتجاوز العقبات وعدم الخضوع للقوانين الجائرة.

إن الله يريد النجاح للكل، وقسم علينا العقول بمقدار متساو لجميع الناس «الشمس تطلع على الجميع»،

لا تبحثوا عن نقاط ضعفكم وتقارنوها بنقاط قوة الغير. ولا تضيعوا أنفسكم وتصابوا بالغرور فتتكاسلوا. الغرور يسقط الإنسان بعد نجاحه «لا تكن عند النعماء بطرا ولا عند البأساء فشلا». ماذا لو ربح الانسان العالم وخسر نفسه؟! أنت مخلوق لهدف، كن ذا فكر وقّاد، وعمل مستقل وصاحب قرار، وثق بنفسك وأثبت وجودك في الحياة.

 

 

جيلبير المجبر – “الأنباء الكويتية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *