أنتم عمران الأرض.. بقلم د.جيلبير المجبر

أنتم عمران الأرض.. بقلم د.جيلبير المجبر

 

تنقلت بين الحروف، استقي فيها روع الكلام.. لعلي أجد وصفا لتلك الجباه الشامخة، شموخ أرز بلادي، زنود كادحة، وعيون ساهرة، فهم والفجر توأمان، ولهم مع النهار حكايات درب، ستظل ترويها إجازاتهم العظيمة.

لوحت الشمس محياهم فأكسبتهم سمرة التراب، عشقوا الجد فبادلهم من الحب خيرا.

أنتم يا من صغتم من باطن الأرض ذهبا، وصغتم من صخور جوامد قصورا مأهولة، وغرستم أشجارا يانعات مثمرات ما غرست لولا أياديكم الطاهرة.. ولا طابت لقمة عيش، إلا بعرق جبينكم.. فلكم في عيدكم ألف تحية وتقدير.

أي شرف نلت أيها العامل، أي رسالة تريد أن توصلها.. أنت سيد الكائنات انظروا إلى تلك المكانة التي وضعتم فيها على طول التاريخ، إن قيمة العمل تتجلى في باطن اليد، حيث تعملون وتكدحون، فنقبل هذه الأيادي لكي تدرك الشعوب والبشرية قيمة العمل، العمل يتضمن كل الإرهاق الناجم عن الجهد العقلي، والفكري، والبدني، أيها العمال الشباب تستحقون الاحترام وتسليط الضوء عليكم، وتوجيه الناس نحو العمل والكد والتعب لتحقيق الأهداف وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، إني معكم وإلى جانبكم، هذا اليوم ما نحتاجه لننهض بواقعنا ونغير مجتمعنا ونطوره ونبدأ بالعمل، والجد، والسعي إلى العمل والبناء بجميع أنواعه وأقسامه ضمن الأهداف والوسائل المخلصة الأمينة التي تحقق سعادة الإنسان، لا تجمدوا طاقاتكم، وكفاءاتكم.

كفانا تواكلا وكفانا تبريرا لكسلنا، ما طلب المعيشة بالتمني، كي تكون ناجحا ازرع أنت أفكارك ولا تدع هذه المهمة للغير فيزرعون أفكار التشاؤوم، والإحباط وضعف الشخصية.

هل وجودنا في الحياة وجود عبثي؟

٭ مهمة الإنسان في الحياة العمل لذلك سخر له الكون حتى يعمر الكون، فكل متع الحياة من اللذة، والأكل، والشراب هي وسائل لاستمرار الحياة وفي ذلك يكمن الفارق بين الإنسان وسائر المخلوقات وعلينا ألا نتوانى عن القيام بأي عمل نستطيعه، لإعمار الكون وإعمار الحياة.

أيها العامل الشاب إن الكفاءات، والطاقات، لا تتبلور بالنوم والكسل، وإنما يتحقق ذلك بالعمل، بالعزم، والتفكير، والتشمير عن ساعد الجد، من يعمل يزدد قوة فإن التعب يأتي من الفراغ، ابحثوا عن التحفيز فإنه الوسيلة لإبداع وتشغيل القدرات الكامنة في داخلكم، إن العمل هو كمال يجب ألا نتنازل عنه في أي ظرف من الظروف، وإن القعود والاسترخاء هو العيب، وهو المنقصة، وهو المرض، الذي علينا أن نتجنبه، العمل قيمة إنسانية ترفع الإنسان.

نمتلك من الخيرات ما يمتلك غيرنا في العالم، لماذا لا نستفيد من الثروات الموجودة في بلادنا بالعمل والجد والنشاط نستفيد من هذه الثروات في بناء الأوطان، وعمارتها وتحقيق أهدافها، أنتم تمدحون من أجل إحياء البلاد، وتحقيق استقلال البلاد، عملكم وجهادكم لعمارة بلادكم نظير لقوى الجيش الذي بشجاعته وشهامته يحمي ويدافع ويقدم شبابا أعزاء من أجل ذلك، فهذه القوى مشغولة بمنتهى الشجاعة عن الوطن، الحقيقة أن العامل والجيش هما جناحين يطير من خلالهما طائر البشر ليصل إلى قمم القوة والعزة.

انظروا في أيامنا هذه كيف يتعاملون مع العامل؟ انتهاك حقوق العمال والعمل يمارس بشكل واضح، ومن المؤسف أن هذه الحقوق في أيادي أشخاص مسؤولين لا يعيشون إلا على الظلم وقهر العامل وعدم إعطائه حقوقه وأجره الذي يستحق لا بل يبدد طاقات هذا العامل اننا نسمع ونرى شعارات وادعاءات أطلقوها الزعماء ولكن عندما تشاهدون وضعهم كيف هو!! وتعاملهم مع العمال وسلوكهم معهم !! وكيف ينظرون اليهم؟! ادعاءات هدفها المصالح والمكاسب،

حيث جعلوا من العامل وسيلة لهم للاستفادة منه، وكل ذلك من أجل تحقيق مصالحهم ومنافعهم.

إن ظلم العامل والشباب يجب أن نقف أمامه في بدايته وكل قرار لا يشارك فيه أبناء الشعب مرفوض، حيث ان تكريم العامل والعمل ومنحهما القيمة الإنسانية واعطاء العامل الحق في كسب رزقه وحمايته من البطالة وعدم تدمير الفرص المتاحة أمامه ودون تعرض تلك الفرص للدمار، مسؤولية كل مسؤول كفى بكم أيها المسؤولون تلاعبا بمصير الشعب ألم يكفنا هجرة الشباب وتسرب الكفاءات؟ أما أنتم أيها العمال فكفاكم تهاونا بحقوقكم قد حان دوركم لإنقاذ الوطن من هذا السبات العميق، نريدكم شموعا لا دموعا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *