اعتبر الدكتور جيلبير المجبر ان الطفولة هي من أهم مراحل حياة الإنسان ففي هذه المرحلة تنمو القدرات وتنفتح المواهب حيث قابلية الطفل مرتفعة لكل أنواع الترهيب والتشكيل، فالطفولة هي الغد والأمل، وطفل اليوم هو رجل المستقبل وثروة الأمة، لذلك فمستقبل أي مجتمع يتوقف الى حد كبير على مدى اهتمامه بالأطفال ورعايتهم وتهيئة الإمكانات التي تُنتج لهم حياة سعيدة ونمو سليم، يصل بهم إلى مرحلة النضج السوي، فتكون الإنطلاقة الأولى من حجر أبويه لذلك تحمل الأسرة مسؤولية خطيرة تجاه المجتمع باعتبارها أول مجال تربوي يتواجد فيه الطفل ويتفاعل معه ففيها ينال الفرد مقومات نموه العقلي والجسمي والصحي ومنها ستقي عاداته وتقاليده وقيمه ويتعلم التعاون والتضحية والوفاء والصدق والعطف علي الآخرين واحترامهم وتحمل المسئولية وإشباع حاجاته الأساسية كما تبدأ منها أول خطوات الطفل للاتصال بالعالم المحيط به وتكوين الخبرات التي تعينه علي التفاعل مع بيئته المادية والاجتماعية ومن ثم فالطفل يذهب إلي المدرسة ومعه البيت بخبراته ومؤثراته بوجه عام.
اضاف: “فينتقل الطفل الى عالم آخر الى المدرسة التي من واجبها ان تحضن هذه الأمانة لتصعد به الى أعلى مستوى من التثقيف الفكري والروحي والوجداني بالمساعدة مع المؤسسات التربوية التي الرئة التي تتنفـس بها، بإعتبارها مركز إستقبال وإرسال البريد، فضلاً عن كونها محطة إتصال بالمدارس، للأسف الشديد أصبح الطفل والطفولة عرضة للتعنيف والتعذيب والقهر والأذى في مختلف أوجهه وأصبح الطفل أداة للإنتقام بين الأهل وحتى في المؤسسات التربوية، هذا الملاك الطاهر هذا المخلوق الضعيف أصبح يعنّف ويذل وحتى يحارب”، سائلا:”الى متى هذا الظلم سيستمر؟ إلى متى ستكون حقوق الطفل عرضة لشتى انواع العنف؟ أليس هذا الطفل سيحل مكاننا يوماً ما ليمثل أبائه وأجداده ويسير على خطاهم؟”.
وشدد على انه يجب أن نرفع الصوت عالياً لا بل عالياً جداً من أجل المطالبة بحماية الطفل ومنع أي نوع من أنواع الترهيب والتعذيب التي تُمارس بحقه, أما العنف المدرسي والمؤسسات التعليمية الذي يقع على الطفل داخل أسوار المدرسة حيث قد يقوم به المدير أو المدرسون او الزملاء، هذه المؤسسات التي من المفروض منها ان تتحمل هذه الأمانة وتكمل الرسالات السماوية السامية من أجل إنشاء بيئة ومجتمع راقي ناجح معافى فكرياً وجسدياً ليكون له الأثر الفعّال على الأمة اجمع، معتبرا ان المأساة الكبرى عندما نرى أطفالاً متشردة، حيث يتم تشغيلهم بمختلف الأعمال وحرمانهم من التعليم، ويقوم اصحاب العمل باستغلال الطفل وتشغيله لساعات طويلة مقابل أجر زهيد، أيضاً عنف الشوارع الذي قد يصيب الطفل بسبب الآخرين وهو في الشارع، إنطلاقاً مما نقدم يجب محاسبة كل من يعنّف طفلاً ومقاضاته قانونياً، هؤلاء الأطفال اصحاب القلوب الطاهرة الصافية نقية، صادقة، لا يحملون الكراهية ولا يعرفون الحقد فلترأف بهم.