الدكتور المجبر: متى نتخلّص من حكم (حمير السياسة) في لبنان؟!
كتب: الدكتور جيلبير المجبر
من كتاب (نحن والحمير في المنعطف الخطير) ،للأديب اليمني محمد مصطفى العمراني.
يتحدث فيها عن معاناة أهل قريته الذين ينقلون مياه الشرب من عين ماء، حيث لا بدّ لهم أن يسلكوا في طريقهم إلى العين، ممرّاً أو منعطفاً خطيراً بجانب وادٍ سحيق.
تسبب بوفاة عدد من الأطفال نتيجة سقوطهم مع الحمير بهذا الوادي أثناء عبورهم ذلك المنعطف.
وبعد عقود من الزمن كان وجهاء القرية يجتمعون في منزل أحدهم، يناقشون موضوع المنعطف وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلة.
وعندما سألهم الكاتب (الذي تعرّض أكتر من مرّة للسقوط في الوادي عندما كان طفلاً يذهب مع الحمار إلى العين): “لماذا لا تسلكون طريقاً آخر آمن للوصول إلى العين؟؟!!!!”
فوجئ بإجابة مُفزِعة: (نحن نمشي وراء الحمير، وهي من تسلك بنا ذلك الطريق).
هذا الواقع المقتبس من الكتاب آنف الذكر ، هو ما نعانيه فعليًا في لبنان ، فسيرنا وراء الحمير ممن يتربعون على عرش الحكم ، وممن صعدوا بسواعد الشعب نفسه لأعلى القمة ، هي سبب الابتلاءات التي نعيشها.
ذلك أنّ الشعب أعطى ل “حمير السياسة” في لبنان ، شأنًا لا شأن لهم له ، ومكانةً لا يستحقون إدراكها ، حتى بتنا تحت رحمة “الحمير” نعيش!
ومن المعلوم أنّ إنزال الحمير من نفس المكان الذي صعدوا إليه بسواعد الناس ليست بالمهمة السهلة ، لكنها حتمًا ليست كذلك بالمستحيلة!
الأهم ، أن نتخلّص تباعًا من حكم الحمير!