رجال سياسية ورجال دين سيئون للغاية رحيلهم أقــل ضررا من بقائهم

رجال سياسية ورجال دين سيئون للغاية رحيلهم أقــل ضررا من بقائهم

تكثر في هذه الآونة جدلية في الصالونات عن أداء رجال السياسة ورجال الدين وبين الشعب المحكوم والمغلوب على أمره والمسؤولية في هذا الإطار مزدوجة تقع مناصفة بين الحكام وبين الشعب والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الفساد في كل المجالات سواء أكانت علمانية أو روحية ؟ وهل يعقل أن يبقى كل من رجال السياسة ورجال الدين في مراكزهم والدولة بكل مؤسساتها تنهار تباعا والشعب يموت من الجوع ويعاني الفقر والحرمان .
إنّ فساد الدولة والكنائس والجوامع هو من فساد حاكمها وصلاحها من صلاحه ، والحكّام اليوم هم مجرّد دُمى في أيدي زعامات دكتاتورية تحكم خلافا للأصول الديمقراطية وتسعى لتدمير الدولة ولتهجير الشعب عنوة… ما يحصل اليوم أمر غير مألوف ولا مقبول من حيث المنطق القانوني وما يحصل ليس سوى إنعكاس لطبيعة هؤلاء ، ودعونا نقولها بكل صراحة وبأمانة إنّ الشعب اللبناني هو المسؤول وهو من يتحمّل وزر الفساد من حيث المبدأ القانوني والدستوري وإلاّ كيف نفسِّرْ هذا الخضوع الأعمى لهذه الطبقة السياسية ولهذه الطبقة الروحية الفاشلة من كل النواحي .
السياسة في لبنان كذب – رياء – تجارة – إرتهان – بيع مواقف – رهن أرض – تجيير سيادة واللائحة تطول وتطول والأداء المخزي أصبح بمثابة أمر واقع لكل سلوكيات رجال السياسة ورجال الدين وهو ينطوي على مضامين خطيرة أهمها أن رجال السياسة ورجال الدين لا عهد ولا ميثاق لهم ولا كرامة ولا شفقة ، وإلاّ كيف نفسِّرْ تغاضيهم عمّا يمر به شعبنا من مصائب منها الحرمان من الأمن والعدالة والراحة والطمأنينة … بالإجمال الأخلاق إنفقدت عندهم والهدف واضح ألا وهو تحقيق مكاسب سياسية على حساب الدولة والشعب .
أضفوا على الكذب المشروعية وإلاّ كيف نفسر خطب وعظات هؤلاء القوم وكل خطبهم ومواقفهم مرتبطة بالمصالح والمنافع الجماعية وخصوصا للأنصار وقد بلغوا عددا لا يُستهان به يعطلون كل ما هو حسنْ ويعطلون الحياة الديمقراطية ويستقدمونهم لضرب كل خطوة إصلاحية ولا داعي للتذكير بما حصل إبان الثورة لقد إغتصوبها على مرأى من الثوار علمانيين وروحيين. ألا يستدعي فعل هؤلاء نوعا من الفضيلة الأخلاقية ، الجواب لو كان لهم ذرة ضمير لكان الأمر غير ذلك وعكس ما هو حاصل.
من المعروف أنّ السياسة هي بما بات يعرف بفن الممكن وهذا أمر منتهج في بلادنا والساسة ورجال الدين عندنا يتعاملون مع الوقائع والأحداث والأوضاع الأمنية السائدة وكأنها أمور ثانوية بينما إسرائيل تقصف الجنوب وتمادتْ في قصفها حتى وصلت إلى عمق العاصمة ولو كان هؤلاء يملكون ذرة ضمير لكانوا إستقالوا فعلا صدق المثل القائل :”إللي إستحوا ماتوا” ، إنهم يحكمون كمجرّد دمى مخصيين .
إننا نريد رجال سياسة ورجال دين شرفاء أبطال عظماء قديسين وذلك في مجالات مختلفة ومنها على سبيل المثال لا الحصر رجال سياسة شرفاء ، رجال عسكر يحمون الوطن وولائهم للوطن فقط ، رجال إقتصاد ، رجال مال ، رجال إجتماع ، رجال فكر لأنّ هاجسنا في المؤسسة Gilbert Moujabber Foundation مع الذين نتعاون معهم هو تحقيق الرفاهية للشعب والراحة والضمانة الأمنية حصريا المتمثلة بالقوى المسلحة اللبنانية الشرعية عملاً بما ينص عليه قانون الدفاع الوطني ، كما نسعى لفرض نعم لفرض العدالة والإنصاف بين المواطنين عبر منظومة قانونية إجرائية حديثة تطبق القانون من دون إستنسابية .
إننا نريد رجال سياسة ورجال دين يتكلمون بفخر وبصدق وبكرامة وبحرية لا يتلونون ولا يتغيّرون ولا يبدلون ولا يتبدلون كما هو حاصل اليوم ولا يفكرون بمصالحهم الشخصية والأنا عندهم هي مصدر كل قرار وأفكارهم تنتطلق من زوايا شخصية وتبعية وإرتهان للغريب والقيّمون اليوم على الوضع العام في البلاد رجال سياسة ورجال دين يعملون ضد مصلحة لبنان والشعب اللبناني والدولة والشعب منهكان من هذا الأداء .نعم نرديهم أن يرحلوا اليوم قبل الغد لأن فسادهم غطى على كل شيء .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 6 أب 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *