واقعنا المرير هل من بــوادر إنقــاذ ؟

واقعنا المرير هل من بــوادر إنقــاذ ؟

دائرة العلاقات السياسية – قسم الإعلام

واقعنا المرير هل من بــوادر إنقــاذ ؟

للأسف أيها اللبنانيّون نحن في حالة سياسية مريرة أبطالها شخصيات سياسية وروحية تتبادل الأدوار منذ أن قضت على ما يعرف بالنظام الديمقراطي وإنها فعليا تُعيد الكرة كلما أتاحت لها الفرص . جميعهم سرقوا وجميعهم بطشوا فينا وكلهم أتباع أنظمة شمولية خارجة عن الأطر الديمقراطية . المضحك والساخــر أنّ بعض وسائل الإعلام تتناقل أخبارًا عن إستقالات وطرد من صفوف بعض الأحزاب اللبنانية ، والمضحك والساخر في الأمر أنّ المطرودين أو المنسحبين يعتبرون أنفسهم أبطالا وغير مأجورين … كفى يا سادة ضحك على الناس ” وين كنتوا لمن كانت عن تندار الأمور بعهر ، وين كنتوا لمن سرقوا الخزينة،وين كنتوا لمن جيّروا السيادة للغريب ، وين كنتوا لمن دمرّت إسرائيل نص لبنان عبر إنفجار مرفأ بيروت ؟ وين كنتوا لمن شبابنا هاجروا للخارج ومنن راجعين ، وين كنتوا لمن أهلنا ماتوا ع بواب المستشفيات لأنو ما معن يدفعوا مصاري ، وين كنتوا لمن إنسرقت الخزينة وصار علينا فوق المليار ونص دولار دين ، وين كنتوا لمن تعطّلت الجلسات والتشريع بمجلس النواب؟؟” فعلا إللي إستحوا ماتوا ، اليوم بدكن تعملوا حالكن الحمل الوديع … إنتو غشاشين .

طبقة سياسية حاكمة تلعب لعبة تتبادل فيها الأدوار بعهر وعار قلّ نظيره ، لقد جزّأوا الشعب إلى شعوب مختلفة وإختلفوا وتقاتلوا والمؤسف أنّ كل البعثات الدبلوماسية تعتبر أن الشعب اللبناني قاصر خنوع مغلوب على أمره … كل هذه الأمور تحصل لكي ينصبوا أنفسهم أولياء على مجموعات الشعب المختلفة وإنهم يتقاسمون الوطن المباح لأحلام رعناء منهم من يكذب بأنه سيجري الإصلاحات ويمنع الفساد ، ومنهم من يقول أن بإستطاعته إعادة الأمور إلى نصابها ، ومنهم من يدّعي زورا أنه يُساند القضية الفلسطينية وهو عمليا دمر فلسطين وقضى على حقوقها .

حوادث السرقة ، جرائم الإغتصاب ، السرقات المسلحة ، السلاح المتفلت اللاشرعي ،الفضائح بالجملة ، العفن السياسي ، الصراعات السياسية ، تجيير السيادة ، ضرب الديمقراطية …كلها عناوين تختزل إهتمامات كل العالم إلاّ ساسة لبنان روحيين وزمنيين فقط يستقبلون ويودعون ويكابرون ويبكون ، وتجعل الصورة السوداوية التي تتشكل في أذهان اللبنانيين عن وطن مغبون وتزداد قتامته وما في اليد حيلة . نعم وبعد زيارة دبلوماسي غربي أمس الأول حيث خرجت من دارته مذلولا حين قال لي بالفم الملآن ” أنتم تعيشون بين وحوش بشرية وذئاب مسعورة غاية مناها إشباع شهوتها وتحقيق متعها المريضة ، إنكم فعلا تجردتم من كل حس إنساني وباتت قوانين الغاب تحكمكم … إنتفضوا كي نساعدكم وإلاّ لا تأتون إلينا باكين شاكين…”

لماذا هذا الإنحطاط في واقعنا المرير ؟ لماذا السكوت عما هو حاصل على مستوى السياسة المفبركة من رجال السياسة وخنوع رجال الدين ؟ لماذا هذا التكيُّف مع الأمر الواقع ؟ هذه الأسئلة برسم العمالقة من السياسيين الشرفاء ومن رجال الدين الأتقياء كهنة ومطارنة . لماذا هذا الإستهتار يتناسل كالخلايا السرطانية مع رداءة منتوجاتها شكلا ومضمونا ؟! هل نلومها أم نلوم من يقتفي ويتساكن معها ويشجع على إستمرارها ؟ وهل هذا الأداء هو مرآة لمجتمعنا اللبناني المقاوم المناضل الذي حفر على صفحات التاريخ مجدا وعزة وعنفوانا ومجدا؟

واقعنا المرير يتطلب منا وقفة عز وقفة بطولة إيمانية وقفة تشهد على نضالنا وتاريخنا المجيد لنكتب سوية تاريخا مجيدا بإسم كل الشهداء والمناضلين الذين ضحوا في سبيل الجمهورية اللبنانية لكي تبقى مصانة ، فهلموا إلى ساحات النضال لنخط تاريخنا من جديد .

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

فرنسا في 8 أب 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *