الدكتور المجبر يعاهد روح والدته: كل الصعاب تهون أمام رضاكِ
حيّا الدكتور جيلبير المجبر روح والدته في السنوية الثامنة لرحيلها عن دنيا الوجود ، وكتب:
” منذ أن توقّف نبض قلبي برحيلك عنّا جسدًا ، لم يغب طيفكِ يومًا من بالي ، فبقيت الطفل الذي ينتظر حضن والدته لينعم بدفئه وبقيتِ الأم التي لا يهدأ لها بال حتى يعود ولدها لبين ذراعيها وتطمئن عليه.
حمّلتني يا أمي أمانة شاقّة ، أن لا أصدَّ محتاجًا أو أُخيِّب آمال راجيًا أو أنعم بالهدوء فيما من حولي يأنون ألمًا ووجعًا ، أن أتشارك كسرة الخبز وصحن الطعام مع جاري الجائع و أي إنسان يريده.
حملت يا أمي هذه الأمانة الإنسانية المقدسة ، فسخّرت حياتي لأجل تنفيذها وكسب رضاكِ ، فشهد العالم أجمع ولبنان كذلك على كل ما فعلناه ، في وقت تعجز دولٌ بحالها عن تقديم القليل القليل.
حملاتنا الإنسانية لم تعجب البعض في بلدي لبنان ، تكاثروا البغضاء علينا ، حاولو ثنينا عن مساعدة أهلنا ، حملو بحقدهم واشاعاتهم علينا ، ليس لشيء بل لأنّنا بما نفعله نُعرِّيهم ونحرمهم فرصة كسب تأييد الناس لهم بعد تجويعهم وتركيعهم وجعلهم بؤساء وضعفاء.
يا أمي ، لن أقول لقد تعبت ، لأنّ كل الصعاب تهون أمام رضاكِ ، كوني مطمئنة بأنّ هذا العبد الذي اسمه جيلبير ، ولدكِ ، سيبقى حاملاً للأمانة بكل أمانة ، فما دام الله يمنحنا نعمة الوجود ، سنبقى نفعل ونعمل ونجهد … لأجل عيناكِ الجميلتين يا أمي.
ما أجمل عيناكِ يا أمي .. وما أحلى رضاكِ عليّي مع كل شمسٍ تشرق وتغيب.
أحبُّكِ … وللحديث تتمة