جانب أمين عام الأمم المتحدة السيّد Antonio Guterres المحترم

سعادة الأمين العام تحية عطــرة ، بصفتي ناشط سياسي ومرّشح لرئاسة الجمهورية ضمن إستحقاق دستوري أنتخب من قبل المجلس النيابي اللبناني هذا على صعيد ما يقره الدستور ، أما على أرض الواقع فالأمور غير قابلة للتنفيذ علمًا أنكم تعلمون كيف تتُم عملية تعطيل هذا الإستحقاق مرةً بعدم التوافق على رئيس ومرة بتعطيل النصاب وهذان أمران يتناقضان وأحكام الدستور اللبناني مما أدى ويؤدي إلى فراغ مقام رئاسة الجمهورية من شاغله وهذا أمر بات يُشكل خطرًا على الجمهورية بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية الشرعية .

سعادة الأمين العام، إنطلاقا من عضوية لبنان في منظمة الأمم المتحدة وبكونه ملتزم مواثيقها وقراراتها وعملاً بالقرار 1559 الصدر عن مجلسكم الكريم والقاضي بإجراء إنتخابات رئاسية حرّة كان لي شرف الترشح لمقام رئاسة الجمهورية لا طمعا بجاه ولا حبا بالسيطرة على مقدرات البلاد ، بل خدمة للصالح العام ولخدمة مؤسسات الدولة التي تعاني من تهميش وإنحلال وتفكك ، كان لا بُدّ من إتخاذ القرار بالترشح وبالتعاون مع مراكز أبحاث محلية – إقليمية – دولية شجعتنا على هذه الخطوة نظرًا لتضمنها حماية لبنان وإنقاذه من الفوضى التي يمّر فيها والتي على يبدو إستشرت في المرحلة الحاضرة .

سعادة الأمين العام ، إنطلاقا من واقعنا المرير السوداوي ويقينا مني أنّ اللبنانيين متمسكون بالوطن السيّد الحر المستقل الذي تحكمه سلطة ديمقراطية بالتعاون مع قوى شرعية عملاً بقانون الدفاع الوطني وتحديدًا المادة الأولى منه والتي تحدد حمايته بواسطة قواه الشرعية حصريا ؛ إنطلاقا من هذه الثوابت الدستورية قررت خوض الترشح لإنقاذ لبنان .

سعادة الأمين العام ، إنّ الشعب اللبناني يعاني الأمرّينْ ويخضع لحكم سلطة جائرة أفسدتْ كل مقوماته ورهنت السيادة الوطنية للغريب وأفقرتْ الشعب اللبناني وأهلكته بالحروب . لقد شبع شعبنا بمحطات الدمار المتتالية وها أنتم ونحن نعاني منها مرحليا في بعض المناطق اللبنانية وخصوصا في جنوبنا العزيز من ويلات الحرب … شبع شعبنا حروبا ويُطالبكم عبرنا بوطن حر سيد مستقل عبر إجراء هذه الإنتخابات التي أعلنت جهارا أنني مرشح لها .

سعادة الأمين العام ، إننا نعيش واقع أزمات خطيرة على الجمهورية اللبنانية ، إننا نعيش الخلل والفوضى والسرقة والتجاوزات القانونية والدستورية ، إننا نعيش مع حكام يثرثرون وهم بمجملهم قطاع طرق لا يعرفون معنى حرية العمل السياسي ولا يُعيرون أي إهتمام لأمور الناس .

سعادة الأمين العام ، إن مستوى المعيشة في وطني يتزايد خطره وعدد المعوزين يتراكم ، وهؤلاء الناس ليس لديهم أمل من هذه الطبقة السياسية بل يُعوّلون علينا وعلى مساعدتكم من أجل الإنقاذ … إن شعبي يتمسك بوطنه وبمؤسساته الشرعية وهو يُطالب دائما بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية ، وقد خاب أمله من الأشخاص الذين دخلوا الندوة النيابية خلسة وعلى وعود تبخرّت ولم تنتج إلاّ الويلات والمشاكل والتناقضات والحروب والعفن السياسي .

سعادة الأمين العام ، إنّ مسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تعد مسألة لبنانية – لبنانية ، والسبب أن القرار مصادر من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بواسطة وكيلها اللبناني ، حيث لا يرغبان بأن يكون هناك رئيس للجمهورية كي يُعيد إنتخابه إنتظام المؤسسات الدستورية . إن هذه الحالة لم تعد تطاق وبالتالي يجب مساعدتنا على حلحلتها بالأطر القانونية اللبنانية – الإقليمية الدولية ، لهذه الأسباب نعوّل على تفهمكم لواقعنا ولمساعدتنا وإن تفضلتم بالمساعدة نحن على إستعداد للإجتماع ضمن فريق عمل مع حضرتكم لكي يبنى على الشيء مقتضاه.

سعادة الأمين العام ، من هذا المنطلق أرفع رسالتي لحضرتكم آملاً منكم التجاوب معي ومع فريق عملي من أجل الإسراع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ليُعيد لها إعتبارها وكيانها بعد زمن المحل الذي نحن فيه … وإننا لمتكلون عليكم وعلى مسعاكم الخيِّرْ بكل إخلاص ومحبة .

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

 

فرنسا في 20 أيلول 2024