أمانة الإعلام المركزية – فرنسا

صدر عن دائرة الإعلام المركزية البيان الإستثنائي التالي نصه :

لكل معني بالأزمة الحالية وأقصد ( بكركي وسائر البطاركة والأساقفة المسيحيين – رجال الدين المُسلمين – المراجع السياسية الرسمية وغير الرسمية ) ، منذ أكثر من عشرين يومًا ونحن نراقب ردود الفعل التي تطلقونها إزاء الأحداث التي تتعرضْ لها الجمهورية اللبنانية وفي الوقت الذي تُلقي فيه آثار هذه الحرب على ظلالها وعلى كل شبر من الأرض اللبنانية مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء .

في هذه الحالة نخشى أن تتحوّلْ هذه الحرب الضروس إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية والعسكرية في العالم ، وفي هذا الإطار لاحظنا جميعا كمتابعين لما يجري أنّ مواقفكم تندرج في إطار ” الخجولة – الضارة – الخنوعة ” وللأسف تزداد الأمور سوءًا ، ويؤسفنا أن نقول بإسم الأكثرية اللبنانية ( مسيحيين ومُسلمين ) ، أنّ مواقفكم تأتي في سياق المعتاد لجهة الإنفصام بين الموقف السياسي الرسمي الخجول العاجــز وحتى المتواطىء ، والروحي المكتفي بالبيانات الفارغة من أي مضمون والممهورة بختم الخيانة والذل والعار أمام هول الكارثة .

كنا نتمنّى أن تسكتوا وتختفوا عن الشاشات روحيين وزمنيين ، لأنكم غافلون عن قول الحقيقة وغائبون عن الإستعداد لترجمة مواقف جبارة بشكل علمي لا نظري كما تجري العادة وكان أخرها هذا البيان الفارغ والأصفر كوجوهكم الذي تلاه أحد مطارنتكم اليوم .

طبعًا في المواقف الشعبية على الأرض ثمة فرق واضح وكبير، وشعبي الذي يملك هامشًا من الحرية وعزة النفس والكرامة المفقودة عندكم ، والمؤسف أنّ هناك سعيًا إنتهازيًا من قبلكم لإستغلال تلك المواقف وتجييرها لمصالحكم ولكن إعلموا أن هناك حقيقة ساطعة لا يمكن إنكارها : مواقفكم خجولة وإنتهازية وفضحتها وعرّتها تضامن الشعب اللبناني في كل المحافظات والأقضية.

في هذا السياق إننا بإسمنا الشخصي وبإسم كل اللبنانيين المناضلين الشرفاء نعبِّرْ بشكل فج ومحزن عن واقع الساسة في لبنان روحيين وعلمانيين حيث العجز والنفاق والإكتفاء بتسجيل مواقف عامة دون القيام بخطوات جدية على الأرض بما في ذلك إرسال وفد لبناني قوامه رجال دين وسياسيين شرفاء إلى مقر الأمم المتحدة للضغط على كل من دولة إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء التعدّي على السيادة الوطنية وعلى شعبنا المسكين .

آسف الأسف الشديد أيها البطريرك ، ويا أيها الساسة لمخاطبتكم لأنّ مواقفكم تأتي تقليدية ومعتادة ولم تغادر مريع الشجب والإستنكار والإدانة دون بذل جهد فعلي لوقف الحرب أو القيام بتحركات على مستوى السلك الخارجي في لبنان أو على مستوى عواصم القرار لإيقاف الحرب الإسرائيلية والإيرانية على أرضنا .

سكوتكم وخنوعكم يا سيّدي البطريرك ويا أيها الساسة أعطى كل من إسرائيل وإيران المساحة الزمنية الكافية للإنتهاء من تنفيذ أجندتيهما التدميرية على أرضنا … إنكم بسكوتكم وخنوعكم وميوعكم وخبثكم تمكّن هذين النظامين المستبدّين من تدمير أرض الشرفاء والقديسين والأرض التي وطأها السيد المسيح ، فبالله عليكم كفّوا عن أفعالكم هذه وقد صدق ما ورد في الكتب السماوية:

الإنجيل : “مكتوب أنّ بيتي بيتًا للصلاة يُدعى أما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص ” ، المصحف الكريم : “يمحق الله الربا ويُربي الصدقات، والله لا يحب كل كفار أثيم ” .

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

 

فرنسا في 2 تشرين الأول 2024″