الجمهورية اللبنانية والشعب ضحيتان غُبّ الطلب

الجمهورية + الشعب هما ضحيتان وبالتالي كل الحروب التي تحصل على الأرض اللبنانية ما هي إلاّ نِتاج هذه السلطة العميلة الميأوس منها . كل الشعب وكل الأرض اللبنانية ، وكل مواطن لبناني حسب موقعه وظروفه يعيشون هذه المشاكل المتأتية من سلطة عميلة أفرزتْ مآسي لا متناهية حتى أضحت الأرض اللبنانية ساحة لصراع الآخرين . نحن شعب يُعاني في حياته اليومية من حكام عملاء للغرباء ، من الديون المتراكمة ، من أزمة الكهرباء التي كلفّت الخزينة الملايين من الدولارات ، من السدود الفارغة من تخزين المياه ، من أي خدمات لنا أحقية الإستفادة منها ، نحن نعاني من قلّة الكرامة لدى عملاء السلطة ، نحن نعاني من بعض الأقلام المأجورة التي تشوّه الحقائق وتُبدِع في تضليل الناس .

غالبية اللبنانيين فقدوا الأمــل في وطن تحكمه طبقة سياسية عميلة ، وها هم اليوم يُحاولون بالبغاء السياسي إعادة توليد سلطتهم الجائرة والخائنة والعميلة ، يحاولون وبكل وقاحة إعادة تأمين إستمراريتهم في نهب السلطة ونهب المال العام وبالتوافق والتضامن مع مرجعيات روحية تدّعي حرصها على سلامة الجمهورية وعلى سلامة النظام … السؤال الدائم أمام أعين اللبنانيين الشرفاء الذين يُناضلون من أجل تحرير الجمهورية من العمالة السياسية ومن رجس هؤلاء العملاء السياسيّون : لماذا أوصلتمونا إلى هنا ؟ ألستم أنتم أيها القادة الروحيّون والزمنيّون من أوصلنا إلى هذا الدرء والإنحطاط في كل المجالات ، فعلاً إللي إستحوا ماتوا…

سياسة عاهرة تُمارس على أرضنا ، تعصب – كراهية – عمالة – غرائز طائفية مذهبية تُحرِك الجميع – فساد في كل المجالات خصوصًا السياسية ، الأمنية ، المالية – فوضى تشريعية – عدم تطبيق الدستور والقانون – القوي يأكل الضعيف – تآمر على مصالح الجمهورية – تجيير السيادة للغريب … كل هذا يؤكد أننا أصبحنا مع هذه الطبقة السياسية العميلة في شريعة الغاب . وبات من المؤكد أن سلطة العمالة تسعى جاهدة لإعادة سيطرتها على السلطة عبر إعتماد مبدأ إغتصاب الديمقراطية وهذه سياسة فحشاء تنكرها الديانات السماوية وتدحضها وتعتبرها خطيئةً مميتة .

بكــل الأحــوال وصلنا إلى ما نحـن عليه من سوء أداء سياسي من هؤلاء العملاء ، وبعد أن وصل لبنان إلى حالة لا تُطاق من فقدان السيادة حيث دولة إسرائيل لم تترك حجرًا ولا بشرًا في جنوبنا وعاصمتنا إلاّ وقصفته وقتلته ، وأصبح الوضع يعاني من فقدان الأمــل والأمان ، يجب علينا أن نضع نُصبَ أعيننا أنّ المخرج هو الوقوف في وجه هؤلاء العملاء وأن نتكل على أنفسنا في رسم خارطة طريق لبنانية -–إقليمية -–دولية خارج هؤلاء السفهاء العملاء وفرضها على كل سياسي عميل مهما كانت درجة وظيفته في الجمهورية …

إنني ومع فريق عملي في باريس ومع مرجعيات وطنية ننسق وعلى سبيل المثال نذكر اللبنانيين من خطورة المرحلة الراهنة وبضرورة التنسيق الجدّي ودون إبطاء وليس من باب التسبٌبْ بالذعر والقلق ، وبهذه المقالة نذكر اللبنانيين من خطر بقاء هذه الطبقة السياسية العميلة ومن الأفعال الإرهابية التي تتم على أرضنا والتي تدور في عاصمتنا ومدننا وقرانا وما تؤدي إليه من تشريد وقتل وتدمير … وهذا ما أصبح معروفًا وعلى نطاق واسع ولربما تكون النتيجة أسوأ من الحرب … ولن نعرف ماذا ستفرض علينا هذه الحرب من تبعات على صعيدي التوطين وإعادة رسم خريطة لجنوبنا الحبيب …. لتلك الأسباب نسعى جاهدين لإيقاف هذه المؤامرة ولكن علينا أن نبدأ من الداخل أي بإحالة طبقة العمالة السياسية إلى قضاء مختص للنظر في مخالفاتها كي يُبنى على الشيء مقتضاه .

أيها المناضلون الشرفاء كي لا تبقى الجمهورية اللبنانية والشعب ضحيتان غُـبَّ الطلب ولأننا في نضالنا الوطني نعمل لأجل شعب لبنان العظيم ولأجل الجمهورية اللبنانية وكي أكون مع فريق عملي والأصدقاء عادلين ولست في معرض الإطراء فقط وإنما أيضا بالإنتقاد البنّاء سعينا أولاً سيكون إحالة هذه الطبقة إلى القضاء العادل ومن ثمّ التوجه نحو المجتمع الدولي لإيجاد المخرج الملائم.

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

 

فرنسا في 10 تشرين الأول 2024