مشروعنا الوطني الإستراتيجي

حينما أسستُ “مؤسسة جيلبير المجبر الإجتماعية ” وأقمتُ مقرها في باريس وفروعًا لها في بلاد الإنتشار وأهمها في وطني لبنان ، كنتُ أدركْ تمامًا مدى الصعوبات التي ستواجهني على كافة المستويات ( الإجتماعية – التربوية – السياسية – الثقافية المالية …) ولكنني إبن هذه الأرض الطيبّة التي داستها أقدام الأنبياء والمبّشرين وإنني أعلم علم اليقين أنني أسعى لعمل وطني قومي إستراتيجي ضد مجموعات سياسية لبنانية متناحرة فاسدة مُفسدة تحكم بموجب مبدأ “الزنى السياسي” ، ويعلم الجميع أنني وفريق عملي نعتصم بالإيمان القوي ب لبنان السيّد الحر المستقل الديمقراطي النظام وبمصير موّحد لشعبنا اللبناني الذي يُعاني الأمرّين مع هذه الطبقة .

ما يزيد إيماني كلبناني حر نشيط مقدام وما يزيدني رسوخًا بقوميتي اللبنانية وصمودًا في وجه الرياح العاتية التي تسببها سياسة فسادة دنّستْ طهارة تراب أرضي الطريقة التي نُعالج فيها من خلال مؤسستنا شؤون لبنان على صعيد الفكر الإستراتيجي والتي تتمثّلْ بهمّة المكاتب الإستشارية التي تضمها المؤسسة والتي تحمل أكثر من شعار وتعمل له ألا وهو بأن الجمهورية اللبنانية منتصرة وإنتصارها يتمحور من خلال إعادة اللحمة إلى الشعب اللبناني وإعادة السيادة اللبنانية لعذريتها المقدّسة وللتعاون الثقافي والتربوي بين الجمهورية اللبنانية والدول العربية الصديقة والأمم المتحدة ومن خلال فهم الأحداث والأداء السياسي الحالي الذي نسعى جاهدين للتخلص منه لأنه جلب الويلات لوطننا .

من خلال الإجتماعات واللقاءات في عالم الإنتشار وفي عواصم القرار نسعى من خلال مؤسستنا وبالتعاون مع مرجعيات لبنانية أخرى إلى إغناء المشروع الوطني النهضوي بالدراسات والأبحاث والأفكار والعلاقات العربية والدولية التي تؤثر في بنية وأهداف مسيرتنا الوطنية وفي ترسيخ قاعدة سياسية علمية وطنية مبنية على العلم والفكر لا على التناقضات والعمالة كما هو حاصل اليوم على أرض الواقع .

إنني أدرك وفريق عملي والأصدقاء أن من واجبنا مراجعة التجارب التي حصلت منذ الإستقلال ولغاية اليوم ، وبخاصة ما كان فيها من أحداث عصفت على أرض الوطن ، والمراجعة الصادقة والأمينة أيها القارىء الكريم تستوجب التقويم العلمي بمنظار مصلحة الجمهورية ومصلحتها وأهدافها ومستقبلها ، وحتى يتحقق التوازن في رؤية المؤسسة من الضروري دراسة المتغيرات والسياسة العامة المنتهجة في المراحل السابقة وما تبعها من كوارث على صعيد تعكير علاقة لبنان مع الدول العربية ومع دول العالم وما أسفرت عنه منظومتها من ويلات وخراب على الشعب والجمهورية وبخاصة مؤسساتها الشرعية .

الهدف من كل دراسة نجريها أن لا يكون هناك توقف أو مراوحة أو جمود أو إرتهان أو عمالة أو تخلُّف ، لذلك سوف تسعى المؤسسة وبمعية حلفائها الوطنيين إلى التوسع والتعمق في أبعاد “مشروع العمالة ” في لبنان ، وتأثيراته على حال الجمهورية ومكانتها المحلية – الإقليمية – الدولية ، من خلال متباعة تطورات هذا المشروع الإنهزامي والإشارة إلى برامجه ومراحل تنفيذه وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي سمحت لدولة العدو الإسرائيلي من قصف كل ما بإستطاعتها طيله من أحياء سكنية ومراكز إستشفائية بحجة القضاء على “حزب الله” علما أن هذا الحزب لم يكن في شعاراته التي طرحها من أرض لبنان مقصرا مما جلب لنا الويلات وها نحن ندفع ثمن التهور الإيراني من خلال هذه الحرب علما أن هناك معطيات تشير إلى أن إيران على ما يبدو قد أعادت النظر في بعض مقولاتها ، وهذا ما أفضى إلى تدمير بعض البنى التحتية لحزب الله .

لأنّ الجمهورية اللبنانية في قاموس مؤسستنا وفي قاموس الشرفاء تشكل بتاريخها ونتائجها وما آلت إليه راهنا وما حوته من وقائع ومظاهر صراع غريب على أرضها كان الهم الأول في إستراتيجتنا هو الأمن الوطني الذي يجب أن يتولى الدفاع عن لبنان. وحتى نأخذ مجرانا العملاني سنسعى جاهدين لطرق كل الأبواب من أجل مصلحة الجمهورية وأهدافها وأن تحظى برعاية عربية دولية من أجل إنقاذها .

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

 

فرنسا في 12 تشرين الأول 2024