أمانة سر مكتب الرئيس – باريس

صدر عن مكتب الدكتور جيلبير المجبر الموقف التالي الإستثنائي عقب قمة بكركي 2024

أتوّجه للسيّد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي دعى للقمة الروحية في بكركي مُعتبرًا أنّ القيم الإنسانية ليست مفاهيم نظرية ولا كلمات تثبتها الأفعال التطبيقية لأنها يا سيّد الصرح ويا أيها الذين إجتمعتم على ما يبدو بالإنابة عن الشعب المثكل بالالآم وبيانكم أظهر حقيقة في واقعنا السياسي والديني لا في الأقوال التي تقال أو تكتب بواسطة بيانات أو عظات أو مواقف ، من هذا الموقف أسألكم يا صاحب الغبطة ويا أصحاب السيادة والسماحة : في ماذا سيُفيد كتابة هذا البيان عن القيم الوطنية والسياسية إنْ كان التزلّف والظلم وعدم قول الحقيقة الصافية المترسّخين في الجمهورية اللبنانية جرّاء ساسة لا تستطيعون تأنيبهم أو الإعتراف أنكم ويا للأسف متواطئين معهم في جرم خيانة السيادة الوطنية والدستور اللبناني ؟ كفى إثارة مواضيع تدّعون أنكم تعالجونها وتفتخرون بمعالجتها وهي فعليا لا تتوافق المواقف الوطنية المطلوبة دستوريًا لا بل تكون على نقيضها . أغلب البنود التي طرحتموها علينا لا تقترن بالصدق والمصداقية لمجرد وصفها إذ لا يمكنها أن تصيب كبد الحقيقة سوى بالمواقف الرنانة كرنين الطبول .

سيّدي البطريرك السادة أصحاب السيادة والسماحة ، أوجعْ الطعنات هي التي تأتينا ممّن أعلنوا حبهم وإخلاصهم وأمانتهم وعدلهم بالكلام وخانــوا كل الأفعال وبذلك سقطت عندهم القيم التي كانوا يتبجحون بها وإختفى نبلهم وتجلّى شرهم الذي لا يمكنه المرور من مرآة مواقف معينة وفي ظروف معينة دون أن نراها بوضوح .

سيّدي البطريرك السادة أصحاب السيادة والسماحة ، إنّ الثبات في المواقف والصبر على مواجهة المصاعب والمخاطر يحتاج للشجاعة ورباطة الجأش والإعتراف بالأخطأ التي إرتُكِبتْ تحت نظركم من قضم ممنهج للسيادة الوطنية إلى التدخل الخارجي من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتغذية فصيل مسلّح تحت حجة “محاربة العدو الإسرائيلي ” دونما الدخول في مضمون المنظومات التي إستعمِلَتْ غبّ الطلب “كرمي إسرائيل في البحر و قصف المناطق المجاورة للحدود اللبنانية ،إلى آخر المعزوفة” إلى ضرب الدستور اللبناني عبر إجراء إنتخابات نيابية ملوّثة للنظام الديمقراطي ، إلى سرقة المال العام والتعدّي على كرامات اللبنانيين وسرقة أموالهم ، إلى إحتلال كل معابر الجمهورية علنًا وتحت نظركم وأنتم لاهون عنها ، وهذا فيض من غيض أيها السادة .

كفانا يا سادة مواقف وخطابات وبيانات تبقى مجرّد تنظير لا تعرف التطبيق العملي ، ولا خير يُرجى في الذي يتخلّى عن نصرة قضايا اللبنانيين العادلة ولو بموقف غير عادي وبالخصوص من طالبتموهم بمساعدة إخوتهم النازحين ، وهل فاتكم أيها السادة أنّ الذين تطلبون منهم القيام بمساعدة ما ، هم شعب فقير مهجر لا يستطيع تأمين أبسط حقوقه ومتطلبات عيشه اليومي ، كيف تتجرأون على ذلك؟! واضح يا سادة من الذي حصل اليوم في أعظم صرح وطني أن من إعتبرناهم من أوائل المدافعين عن السيادة الوطنية يتنكّرون لنكئها ، يناورون على المبادىء وعلى مصائب شعبهم اللبناني ويظهر جليًا حين تصير القيم ومآسي الغير ثمنا لمكاسب ومطامع شخصية .

أيها السادة إعرفوا أنّ الشعب اللبناني صاحب معدن أصيل يرفض التصرف بالخبث والمكر ويُطالب هو بنفسه من المجتمع الدولي دونما الإتكال على نواقصكم وعيوبكم بإنهاء هذه الأزمة المستفحلة ، وإعلموا أن الشعب اللبناني متمايز عن أصحاب المصالح الشخصية الضيقة والمنحرفين عن جادة الصواب ، وشعبكم المسيحي والمُسلم يرفض الوجوه الصفرا وأصحاب الأقنعة المزيفة. كونوا على ثقة أنكم فشلتم في مقاربة المواضيع وتُهْتم عن قول الحقيقة ، فيا أيها المؤتمرون كان الأولى بكم أن تتقوا الله وعباده.

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

 

فرنسا في 16 تشرين الأول 2024