مكتب الرئاسة العامة – باريس
تعقيبًا على ما صرّح عنه البطريرك الراعي للإعلامية جوزفين أبي غصن صدر الموقف التالي :
أولاً – فيما صرح عنه غبطة البطريرك من أن قداسة الحبر الأعظم قلق على الوجود المسيحي في لبنان ، فليكن معلوما أنّ المسيحيين يا صاحب الغبطة يُعانون الأمرّين جرّاء ساسة تدعمونهم ويُعيثون فسادًا سياسيا وأمنيا وماليا وإجتماعيا وديمغرافيا، وهؤلاء الساسة لم توّجهوا لهم أي توبيخ لا بل تستقبلونهم فردا فردا في صرح أُعْطِيَ له مجد لبنان ، هؤلاء المسيحيين مُنعوا من التعبير عن أرادتهم لأنه طوّقوا بقانون إنتخاب غير عادل أفرز مجلسًا مسخًا ، لا بل أنتم كنتم الداعين “للإقتراع بكثافة في آخر إستحقاق إنتخابي ” . إنّ المسيحيين هم بغنى عن مجهوداتكم الفاشلة ، لا بل هم بحاجة لقادة رأي شجعان وغير هؤلاء الخصيان والعملاء للخارج . ليعلم قداسة الحبر الأعظم أنّ المسيحيين في لبنان ضحايا ساسة فاسدين مُفسدين وضحايا رجال دين يتلوّنون يُسايرون يقولون شيء ويفعلون العكس ، وعلى هذا المنوال نعم إنهم بخطــر إن بقيتم على هذا النمط من السياسة . لا يلومنا أحدًا إن أوصلنا لدوائر الفاتيكان حقيقة ما يحصل ، أيجوز يا سيّد الصرح أن يخوض الشعب المسيحي مصيره وأنتم عن هذه المعركة غائبون، كفى مُطالبة بإنتخاب رئيس للجمهورية ، بصريح العبارة هذا المجلس لا يستطيع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية لأنه مجلس مسخ مغلوب على أمره وبالتالي إنّ أي رئيس من نتاج هذا المجلس هو مرفوض . إنْ كنتم فعلاً مهتمّين بشؤون المسيحيين وتعملون لصالحهم تفضلوا وإسعوا مع سعاة الخير لقيام ” نظام إنتقالي ” بمهمتين وحيدتين ألا وهما : 1 – بسط سلطة الدولة بجيشها عملاً بقانون الدفاع الوطني ، 2 –درس وإقرار قانون للإنتخابات النيابية يُعيد إنتاج سلطة شريفة ، وكل ذلك بمؤازرة دولية . هل لديكم الشجاعة لتبادروا ، كفى بكاء على الأطلال ومن على المنابر .
ثانيًا – بالنسبة للوثيقة الإجتماعية التي تُظهر واقع النزوح جرّاء الحرب ، على غبطة البطريرك أن يعلم أن هذه الحرب هي نتيجة تجيير السيادة ولتدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الشؤون الداخلية اللبنانية وفي تغذية ميليشيا عسكرية سطت على كل مقدرات البلاد من مؤسسات مدنية وعسكرية وإستباحت كل المرافىء العامة بما فيها الحدود اللبنانية . إنّ هذه الميليشيا هي السبب في كل ما يحصل من عدوان إسرائيلي على لبنان وعلى الأمينيين من الشعب اللبناني وأسفرت عن دمار جزء كبير من الجنوب البنانية ومنطقة البقاع وجزء من العاصمة بيروت ، هذا الأمر حصل لأنّ السيادة الوطنية جيّرتها السلطة الحاضنة لميليشيا حزب الله وحصل ما حصل . من الأفضل بدل التباكي على الواقع الحالي كان الأجدر بكم يا صاحب الغبطة إطلاع قداسة الحبر الأعظم والفريق المعاون له عن أوضاع المسيحيين في لبنان وما يعانون كل يوم من متاعب ومشاكل سياسية وأمنية وتربوية وإجتماعية وصحية إنه لواقع مزري في وقت الكنيسة تعيش حالة إنهزام وعدم الإمكانية في تلبية كل الإحتياجات وإن قلتم لنا أنّ “مؤسسة كاريتاس ” تقوم بالواجب فهذا أقل الممكن . المسيحيون ليسوا فقراء ولا يستجدون إنهم أمة قوية إبتكرت الحرف وأبدعت في عالم الإنتشار .مشكلة النازحين اليوم ومشكلة المسيحيين الإجتماعية مصدرها واحد ألا وهو : هذه السلطة العفنة المغطاة من حضرتكم ، هل تبادرون إلى إصلاح الخلل ؟
ثالثًا – بالنسبة للقمة الروحية وبيانها ، أنعِم وأكرِم يا صاحب الغبطة تغاضيتم عن البحث في أسباب هذه الأزمة نتيجة لضغوطات تلقيتموها من الإخوة الشيعة ،وهذه لم تعد قمة بل هناك طرف أملى عليكم موقفه ، فبدل من أنْ تسعوا لإقناع هذا الطرف من التخلي عن السياسة التي يُمارسها تعاونتم معه في مشاكله التي أوصلتنا لهذه الحرب التي لم نستطيع تحمل وزرها ، وبصريح العبارة لم يكن لديكم الشجاعة للوقوف في وجه هذا المكون الشيعي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه . أما لناحية مطالبتكم الشعب اللبناني بالتضامن من إخوته النازحين ألم يتبادر لذهنكم أن شعبكم منهوك القوى لا يستطيع إيوا نفسه وتأمين حاجاته … بالله عليكم إن لم تكونوا على مستوى الحدث ، إستقيلوا لأنكم ستصبحون جزءًا من المؤامرة التي تُحاك على شعبنا إرحمونا .
بكل طاعة وإحترام
ولدكم الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 25 تشرين الأول 2024