الحرية – الوطن – الثورة على الإقطاع السياسي ، هم مفهوم لبناني ترسخ في ضمير كل مناضل شريف سواء أكان رجل علماني أو ديني ، هذا الثالوث يقوم على مبدأ النضال الشريف مهما غلت التضحيات وسمت الشهادة ، ثالوث قائم للذات اللبنانية وشامل في كل مدلولاته ومضامينه . ثالوث له أبعاد وطنية صرفة وطبيعية على مستوى العقل اللبناني وشمولية الفكر المحصور بخدمة الوطن والولاء له بالمطلق .
مقاصد وغايات وأهداف هذا الثالوث لا محدودة ولا متناهية ، كما يشمل بعض أبعاد المحافظة على السيادة الوطنية وعلى ركائز الجمهورية اللبنانية الدستورية الشرعية بما فيها الركائز التاريخية – الجغرافية – الإنسانية – الديمغرافية – الحضارية – السيادية ، كما يشمل أيضا مدلولات فكرية موضوعية علمية ونزعة تحررية لا توقفها أي عوائق وكلها تجسّد الجوهر الإنساني اللبناني المميز سواء أكان على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعات .
الثالوث النضالي أعطى وأنتج وأبدع ثورة فكرية حضارية تدافع عن لبنان وعن مؤسساته الشرعية كما إستعادتها من كنف “الزعران” الذين مرّغوا تراب الوطن بالعمالة والسلاح الغير شرعي . ثالوث أغنى الفكر الحر وأبدع في النضال الوطني ولن تُخيفه حفنة من عملاء باعوا أنفسهم وأرهقوا السيادة ونكحوا الديمقراطية ليسيطروا على مقدرات الجمهورية … ثالوث يقف في وجه العملاء سدًا منيعا لا يخاف الموت والقتل والتدمير .
ثالوث نضالي : حرية – ثورة – وطن حـر تغلهفا مناخات من الجلال والمهابة والقداسة والنقاء والعظمة والمجد وكلها متشعبة في قيمنا ونثقلها بتاريخنا المجيد وتراثنا الحضاري . هذا الثالوث النضالي مرتكز إلى أبعاد لبنانية وطنية صرف إنسانية فكرية موضوعية صاحبة حق لأنها والحق أكثرية . هذا الثالوث المقدس يندرج في معنى الولاء الحصري للدولة السيّدة المستقلة المطلقة المحمية بقواها الذاتية على ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني .
هذا الثالوث الوطني يفرض كماله وتكامله بمشيئة المناضلين الشرفاء الموجودين في وطني لبنان وفي عالم الإغتراب ، هذا النضال الشريف غني بما يوزعه من فيض كرامة ووطنية على كل المخلوقات وعلى كل المجتمعات ويُشارك في إعادة إستكمال هيبة الجمهورية بعد أن دنسها هؤلاء العملاء بفضل العقل المتزن والإرادة الصلبة والموجودات الغنية باللوبي اللبناني العملاق.
هذا الثالوث المقدس يسعى أن يُغني الجمهورية بنتاجه وعطاءاته وفكره المصقل وحسّه الوطني الشامل وديناميته الخلاقة كل مجالات الجمهورية التي يكتنفها ظلام القبور مع هؤلاء العملاء القذرين . ويتفاعل هذا الثالوث مع عطاءاتنا الفكرية النضالية مع السخاء اللامتناهي الحامل وعدا بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ، وضد ما هو متراكم من معطيات أفقدت الجمهورية قدسية وطهارة الأرض التي تحتضن رفات أهلنا والأرض التي أنبتت القداسة وزهّرت قدّيسين .
ليعلم كل مرجع سياسي علماني أو ديني أنه من خلال النشأة والإنطلاقة نحن مدفوعين بتلك الروح الوطنية بوج كل ظالم وكل متلوّن وكل مستبد وكل قاهر لحقوق الشعوب ، قسما بالله أننا سنقف وننادي بكسر طوق كل أشكال الإرتهان والعمالة والعبودية والصنمية الذاتية المتحجرة في المراكز السياسية والدينية وفي العقول وفي النفوس والممارسات والتقاليد والشرائع المستوردة وصولا إلى تحقيق الغاية الوطنية المطلقة ألا وهي الإنتهاء من دور لهؤلاء العملاء وتجار الهيكل وسعيًا إلى تجسيد حرية وسيادة الجمهورية اللبنانية وثورتنا هي بلا حدود وبلا تمييز .
سنكون الصوت الدافء الهادر الثائر المدوّي في برية العمالة والظلم والإستسلام والضعف والموت وسيكون صوتنا صوت الحق والسعادة والوطنيّة المطلقة وغير المقيّدة بأبعاد ومقاييس قاتلة … تحيا الحرية ويحيا الوطن وتحيا الثورة الهادرة .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 26 تشرين الأول 2024