القديس ميخائيل .. لتبقى عينك شاخصة نحونا … لننعم ووطننا براحة البال
بقلم: د. جيلبير المجبر
القديس ميخائيل هو رئيس الملائكة وقائد الجيش السماوي، وهو حارس الكنيسة المقدسة، و”الواقف في خدمة العظمة الإلهية”. يحرس البشر، ويرسل ملائكته لتنفيذ أوامر الله القدوسة.
الكنيسة تُكرِّمه، وفي الوقت نفسه تُكرِّم سائر القديسين الذين هم أرواحٌ خيِّرة يدافعون عنا، ويعتبرون أمثلة لنا في المحبة والطهارة والتواضع والطاعة، أمناء دائمًا بخضوعهم لأوامر الله، ومتحمسون لخلاص البشر.
وقد أرسلهم الله ليحرسوا الإنسان ويحموه ضد هجمات الأرواح الشريرة التي تحاول العبث بحياته.
إن معركة الملائكة الأطهار هي ضد الشياطين الذين تكاثرت غزواتهم ضد البشر. فإبليس اللعين يحكم عالمنا اليوم، وما نشهده من ثورات وحروب وفساد أخلاقي وسياسي وأعمال شريرة متزايدة إلا دليل واضح على أن الأرواح الشريرة تُسيِّر عقول البشر.
ومن هنا، تعتبر الكنيسة القديس ميخائيل “محامي النفوس التي توشك على الذهاب إلى الحياة الأخرى”.
ولعظيم إيمان المسيحيين بقدرته العجائبية، بُنيت المذابح والكنائس والأديرة والمزارات في لبنان والعالم لتكريمه. وتُعيد الكنيسة تكريمه في الثامن من تشرين الثاني.
وقد بنت عائلة المجبر كنيسة في عين الدير – إهمج لتكريمه، وهو شفيع عائلتنا. وإني أضع نفسي وجميع أفراد عائلتي، ووطني، وانتفاضة الشعب اللبناني الحر والأبي، الرافضة لسياسة الفساد والارتهان، وكل من أحبهم، تحت ظل حمايته، سائلًا إياه أن يحامينا جميعًا لدى العزة الإلهية اللامتناهية.
وأن يساندنا ويحررنا، ويبعد عنا وعن وطننا مكائد أصحاب النفوس الشريرة والضمائر الميتة الذين عاثوا في البلاد فسادًا ونهبًا وسرقةً للمال العام.
كما أن رئيس الملائكة القديس ميخائيل وملائكته خاض معركة في السماء ضد لوسيفورس وملائكته.
اليوم، الشعب اللبناني، الذي يعاني من الفقر والحرمان، ومن فساد السلطة منذ عشرات السنين، يخوض معركته ضد جميع الفاسدين الذين استباحوا الوطن.
مار ميخائيل، عندما وجد أن ثلثي الملائكة قد اغتروا بـ”جلال كمالهم”، وتكبروا وأبوا السجود لله بقيادة رئيسهم “لوسيفورس”، تصدى لهم وحال دون انحراف بعضهم، وقاومهم.
وجرت معركة في السماء: ميخائيل وملائكته ضد التنين (المدعو إبليس الشيطان) وملائكته، وقاتلهم قتالاً عنيفًا، “…فلم يقووا ولا وجد لهم موضع بعد في السماء…”، فطُرح التنين العظيم الذي يُضل العالم، من السماء إلى الأرض مع ملائكته.
“وسمعت صوتًا عظيمًا قائلاً في السماء، ’الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طُرح المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلاً.”
نزل إبليس إلى الأرض “وبه غضب عظيم ليحارب الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح”.
لذلك، استحق القديس ميخائيل أن يكون رئيس الطغمات السماوية التسع.
أما نحن أبناء الشعب اللبناني، فلنا رجاء قوي بالله أن تحقق الثورة الشعبية الراقية أهدافها، بشفاعة مار ميخائيل، ويطرح شياطين الوطن من عروشهم التي عشعش فيها الفساد إلى الحضيض.
ظهورات القديس ميخائيل وعجائبه
ظهورات القديس ميخائيل وعجائبه عديدة:
• ظهر “بهيئة بشرية” لرجل من اللاذقية في مدينة كولوسي، وشفى ابنته الخرساء فتكلمت.
• أخرج شعب إسرائيل من مصر وسار أمامهم ليهديهم الطريق.
• عندما مات موسى، دُفن في أرض موآب، ولم يعرف إنسان قبره حتى اليوم. ولما حاول إبليس أخذ جسد موسى ليزرع الفتنة ويجعله موضع عبادة، خاصمه ميخائيل قائلاً: “لينتهرك الرب”.
• حرر الرسل من السجن.
• كشف ليوحنا الإنجيلي أسرار الله في كتاب الرؤيا.
• سد أفواه الأسود في جب دانيال. وله عجائب أخرى عديدة.
يقف القديس ميخائيل في مقدمة الملائكة المدافعين عن الإنسان، وهو المحامي والمدافع أمام العزة الإلهية عن البشرية لأجل خلاصهم.
صلاة إلى القديس ميخائيل
يا أمير الجنود السماوية، القديس ميخائيل، ادفع عن شعبنا الأذى، واشف القلوب الحزينة، وبدد عن وطننا حالكات البؤس والشقاء، وظلمات الجهل المعششة في بعض النفوس، ليضيء نور الرب عتمة القلوب بنور الإيمان والمحبة والرحمة والحكمة.
امنحنا روح الخدمة لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ودائمًا اجعلنا شهودًا للإله الحق.
فلنصلِ للرب أن يقدس شعبنا ويباركه ويمنحه الحكمة، بشفاعة القديس ميخائيل، كي لا ينجروا وراء أضاليل الأبالسة وأعمالهم الشيطانية، التي دفعت البلد نحو مهاوٍ خطيرة. ولتبقى الرسالة واضحة: انتزاع الحق من براثن الذئاب.
خاتمة
يا قائد الجيش السماوي، يا ملاك الله ميخائيل، اجعل سيفك نارًا تهبط من السماء على رؤوس من سرق ونهب أموال الشعب، وعلى من وضع اليد على الأملاك العامة، وعلى من يضل الأبرياء بآيات كاذبة لقاء حفنة من المال ليستعبدهم.
بارك شعب لبنان الحر والأبي، المنتفض من أجل كرامته.
شفاعة القديس ميخائيل وجميع القديسين لتكن معكم يا أحرار بلادي.
عشتم وعاش لبنان.