“إلى من واجهوا النيران بقلوب لا تعرف الخوف، وضحوا بحياتهم ليحيا الوطن… شهداء الدفاع المدني، أنتم نبراس الشرف والتضحية.”

 

رسالة الدكتور جيلبير المجبر إلى أبطال الدفاع المدني وعلى رأسهم العميد ريمون خطار

 

إلى أبطال الدفاع المدني، إلى من اختاروا أن تكون حياتهم فداءً للآخرين، من كانوا حراس الأرواح وملائكة الأرض.

 

أيها الشهداء الأبرار، يا من ارتقيتم غدراً وأنتم تؤدون أسمى رسالة، كيف نصفكم وأنتم الذين واجهتم الموت بابتسامةٍ هادئة وقلوبٍ لا تعرف إلا الرحمة؟ تركتم وراءكم حياةً وحُلماً وأحباءً، لأنكم اخترتم أن تكونوا النور وسط ظلام هذا العالم.

 

لقد هرعتم لإنقاذ الأبرياء، ولكن يد الغدر لم تُمهلكم. لم يكن في قلوبكم سوى هدف واحد: أن ينتصر الخير، ولو كان الثمن حياتكم. العدو الذي غدركم لا يفهم معنى النقاء، ولا يدرك أن كل قطرة دم من دمائكم ستُثمر وفاءً وشجاعةً وأملاً لن يُمحى.

 

إلى العميد ريمون خطار، القائد الذي حمل على عاتقه قيادة هذه المؤسسة النبيلة، نقول: إن فقدان أبطال الدفاع المدني هو جرح غائر في قلب الوطن كله، ولكننا ندرك أنكم ستظلون تحملون هذه الرسالة بصلابةٍ وعزيمة، كما حملها هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم. قيادة كهذه هي عنوان الوفاء لمن اختاروا درب الإنسانية.

 

يا شهداءنا، دماؤكم ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي صرخة حقٍ ستبقى أبدية. تركتم لنا وصية: أن نبقى أوفياء للإنسانية التي عشتم ومتم من أجلها.

 

رحمكم الله وجعل من ذكراكم منارةً لكل من يسير على دربكم. أنتم الشرف الذي لن يُمحى، وأبطالٌ ستُروى سيرتهم لكل الأجيال.

 

اخوكم جيلبير المجبر

باريس ٢٠٢٤/١١/١٥