دائرة العلاقات السياسية – قسم الإعلام
السلام في وطني لبنان
إستنادًا لعلم القانون ونظرًا لما أوردته الدائرة القانونية في مكتبنا اللبناني إن تطبيق القانون والإلتزام بمضمون القانون هما أساس أي مسعى سياسي خصوصا في هذه المرحلة التي تكثر فيها الحرب وما أسفرته من تهجير وتدمير هي نتاج فكر سياسي غير متزّن يعبر عن حالات عصبية وتناحر في المواقف . كل هذه الأمور أوصلتنا إلى حالة الفوضى والإقصاء وعدم تقبُّل الآخر . إنّ المطلوب في هذه المرحلة نشأة مجتمع منظّم يستظل قانون يُطبق على الجميع ويُساوي بين الجميع ويؤمن العدالة ويحمي الشرفاء من الذين يُناضلون بكرامة وعزة نفس .
السلام في وطني يستند إلى مجتمع منظّم في ظل معطى قانوني يتفاعل مع الشعب لكي نصل إلى سلام من صنيعة القانون وتطبيقاته. إنّ محاولة الإنتصار بالحرب وبلغات التخوين والعمالة أعمال عبثية وقد فشلت للتو في فرض منظوماتها السياسية لا بل هذه المنظومة الميليشياوية أوصلتنا إلى “الشحار والتعتير والخراب والتقاتل الداخلي والتخوين” . بات جليا وبعد هذه الحرب أنّ الشعب اللبناني وبكل مكوناته توّاق إلى السلام وينبذ الحرب وأدواتها وعمالتها وهو شعب يفتش دائما عن نظام سلام دائم .
قصدت البارحة صديقًا خدم في “قوات اليونيفيل ” في جنوب لبنان وتناقشت وإياه سبل وضعية السلام في جنوبنا الذي دمرته حروب الآخرين على أرضة والذي بات اليوم ساحة لتبادل الرسائل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل وبعد مناقشات مستفيضة مع الصديق العزيز تنامي إليّ الكثير من المواضيع ومن خلال خبرته تيّقنتُ ليكون القانون عنصر أساس على أرض في تنظيم وضع جنوب لبنان يجب التنبه إلى العديد من المآزق في ضوء ما هو موجود على هذه الأرض الجنوبية لئلا تستمّر هذه الإستباحة القاتلة والتدميرية وعلينا مراقبة ما يحصل ومنع أي تحرك من شأنه إثارة الفتن والحروب والتعدي على الحدود المعترف بها دوليا .
في مفهوم بناء الدول أيها القارىء الصديق تتكون الدولة الحرة الصادقة العصرية من مؤسسات في جميع المجالات وخصوصا مراكز القرار لئلا يبقى القرار رهينة أشخاص أو مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة كما هو حاصل اليوم . عادة في مؤسسات القرار ينصهر المفكرون والحكماء والأصيلون ويشارك فيها الشعب بالإستفتاء عملا بالقاعدة الدستورية الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة التامة والغير منتقصة أو المجزّأة ويمارسها عبر المؤسسات الدستورية … وهذه الممارسة القانونية الدستورية تمزق العصبيات وتحقق للدولة فرادتها ودورها الريادي كواحة للسلام وتتلاقى فيها جميع التيارات كي تتحاور ولكي أيضا تلتمس مقاييس حضارية يفتش عنها عالم ضائع فيستعيد روحا فقدها لتعيد عقل الإنسان إلى إنسانيته هذه مقولة نعمل لها في “مؤسستنا الإنسانية ” مهما واجهتنا الصعوبات .
السلام في وطني هدفه المراعاة في تربية أجيالنا وفي إختيار قادتنا لنركزها في ثلاثة أمور ترتبط جدليا أولا – إستمالة الإنسان اللبناني في الدفاع عن حريته وحرية الآخرين ، ثانيا – التعاطي مع القانون بإعتباره مجالاً لحفظ الحقوق ولإظهار القدرة على التفكير وحفظ الحقوق السيادية ومنها الأرض والمؤسسات الرسمية وتذليل الصعوبات في سبيل مصلحة الجمهورية اللبنانية ومؤسساتها الدستورية الشرعية وبما فيها مصلحة الشعب اللبناني ، ثالثا – الإندماج في المجالات السياسية الطبيعية والإنسانية وعدم التركيز على صفات العمالة والعمل صالح الآخرين .
السلام في وطني لبنان حاجة ماسة وبكوننا لبنانيين ناشطين في عالم الإغتراب سنعمل على حرية وطننا وحرية أبناء جيلنا لكي يصبح نضاله عملاً جوهريا ذا مقصد شرعي هادف قانوني من أجل تحقيق الأهداف المرجوة .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 18 تشرين الثاني 2024