الدكتور جيلبير المجبر: الشعب الأبي أمام الإمتحان

الدكتور جيلبير المجبر: الشعب الأبي أمام الإمتحان

نشر بتاريخ: 19 كانون الأول 2016

لن اسأل المسؤولين … الطغاة، لماذا طغوا و تاجروا بكرامة شعبنا ؟
بل أسأل الشعب لماذا ركع أمامهم و حقق آمالهم.؟
اشهد أمام الشعب بأنّ ما أقوله نابع من حنايا جوارحي وصدق محبتي لوطني وشعبه.
في نفسي موضع للحزن و اليأس مماعليه أوضاع الشعب اللبناني الأبي، ونور للأمل في الخلاص من الاهانات ورجاء لحياة كريمة لشعب عظيم.

بدأ عهد جديد، يتحدثون عن الوحدة الوطنية وعن الجلوس حول الطاولة. إنّ دماءالشعب الغالية ترسم لنا اليوم الموقف الحق، لأنه لا دم أغلى من دمائكم ولا معاناة أقسى من معاناة أمهاتكم وأطفالكم. حياتكم ذات حدّين: الأمل والأجل . ففي الأول بقاؤكم وفي الثاني رحيلكم، فلا تستعينوا بعد اليوم بظالم ضد ظالم كي لا تكونوا فريسة للاثنين معاً. لديكم الأمل و الرجاء فلا تخافوا إن بنيتم قصوراً في الهواء ولا تحاولوا هدمها، بل باشروا وضع الأساس لها، فها هي الانتخابات النيابية على الأبواب ورونق الخلاص يأتي عن طريقكم، لأنه من المخجل أن يتعثر المرء لعدة سنوات في الحجر نفسه. انتم ولدتم في العواصف فلا تخافوا الرياح الموسمية، فليس خطأ أن تعودوا الى الوراء لتستدركوا الأمور ما دمتم مشيتم في طريق الخطأ . فالأمل يساعدكم إن تعاونتم معه فلا تخافوا من صوت الرصاص، لأنّ الرصاصة التي تقتلك لا يخيفك صوتها، ولا أحد يستطيع قتلكم و اهانتكم إلاّ بمساعدتكم، يجب أن تعلموا أين انتم ذاهبون، وإلاّ جميع الطرق تفي بالغرض.

الخوف عند المصيبة هو مصيبة أخرى، فلا تدعوا مكاناً للعين التي لا تبكي على أوجاعهم، لأنها لا تبصر في الواقع شيئاً لا تستطيعون أن تمنعوها من أن تعشّش في داخلها. لن نسمح لأحد بأن يمس كيان لبنان من جديد، إنّ الأزمات يجب أن تنتهي لأنها لا تخدم أحداً إلاّ العدو … لن نسمح باغتصاب حقوق المواطن من جديد.

نحن دائماً الى ارتفاع لذلك تتكاثر حولنا الهموم و المحن، سنشق طريقنا بكلماتنا، لذلك لن يكون للمنافقين الجبناء سوى حل واحد هو الفرار، لأنّ ارادة الشعب أقوى.

إنّ كلامي جهد متواضع في هذا الإتجاه، مستلهم من معاناة هذا الشعب الأبي… اكثرنا من احترامنا لهم فزادوا من اساءتهم الينا وتمردوا علينا. سحقاً لمن تاجر في الأمانة التي اؤتمن عليها من الشعب.

علمتني الحياة أنّ المرء حين يقسو عليه الزمن يعرف معنى الرحمة. فأين الرحمة في نفوس هؤلاء؟ علمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينة يسكنها الشعب الأبي ويزين شوارعها بجسور الأمل فوق بحر من اليأس . لذلك ننسى من شاركنا الضحك ولا ننسى من شاركنا البكاء .
إنّ القلوب الطيبة مثل شجرة الزيتون لا تنمو سريعاً، ولكنها تعيش طويلاً.

إننا نعيش للأجيال القادمة لذلك نعيش حياة مضاعفة، وبقدر ما نضاعف احساسنا بالآخرين نضاعف احساسنا بحياتنا ونضاعف الحياة التي نحن مطالبون بأن نحياها .

بورك من بدأ حياته بعمل الخير لأنّ الحياة حلم يوقظنا من الهلاك، ولأنّ الأمة التي يعرف رجالها كيف يعيشون هي الأجدر بالحياة . وسنبذل كُل جهد لإنجاحها، وما الحديث في هذا الكلام إلاّ جهّداً متواضعاً منّا في الاتجاه الصحيح.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *