نشر بتاريخ: 31 آذار 2016

البذرة الصالحة متى وجدت تربة طيبة أسرعت إلى النمو.

لقد بذل المصلحون على مر التاريخ جهودا مضيئة لتوهيج منهج تربوي يستندون إليه ولكي تنير دروبهم في الحياة، منهج السلوك النبيل، والطريق المستقيم، كل هذه القيم تساعدنا كي نقوى على مقاومة الضلالة والفساد.

ورفع الموانع التي توصلنا إلى الكمال، والتعاون على أن يكون الحب للجميع.

وان نمارس حياتنا على أساس تربية تتجلى ثمارها على المجتمع، ولا يمكن أن نرتفع الى الكمال اللائق إلا إذا جعلنا عقلنا القائد والمدير، والمدبر.

نحن اليوم نعيش في ظروف قاسية وأجواء عدم تحمل المسؤولية، واللامبالاة، والجهل، وتراكم الظلمات.

إن هذا الواقع المرير يولد الطاغوت. والظلم ويساعده أن ينمو في قلوب الخائنين.

هل الطاغوت يولد أم يصنع؟ الطغيان نتاج الزمن الأول الذي ظهرت فيه بوادر الظلم الأولى ولم يمسك بزمامه من البداية فأصبح ظاهرة.

والقضاء عليها يحتاج إلى الإمساك بزمام الأمور من البداية، وذلك بالتعاون بين الناس لمواجهة هذا الظلم والطغيان من الخطوة الأولى وإلا تراكم الظلم، وتفاقم أمره واكتمل وأصبح من العسير إصلاحه.

أيها الشعب: قاوموا ظاهرة الطاغوت وليس شخص الطاغوت.

واجهوه كظاهرة فلو عزلنا شخصا ظالما سيظهر آخر يمارس الطغيان من جديد، فإن الطاغوت قابل للتكرار، فيتكرر حتما في المحيط المناسب والجو المناسب، فنرى بعض هؤلاء المتكبرين يشمخ بأنفه الكبرياء ويتصرف على شاكلة الجبابرة، ظنوا أن بيدهم القضاء والقدر، ولو تأملنا ما حصل في التاريخ مع الجبابرة، ومدعي القوة لفهمنا الخبر ورأينا في هؤلاء عبرة لمن اعتبر ومنهم غرور فرعون، وأمثاله.

 

أيها الشباب لا تصنعوا الطغيان.. الظالم لا يملك قوة، فهو شخصية تعاني من مجموعة من العقد، لا يحب الناس، حقود، متكبر، متعصب، متناقض جدا، شكاك بالناس جدا، كما أنه خائف جدا.

يراهن على إصلاحات ووعود كاذبة، يصادر حقوق الناس، ويسعى دائما للتفرقة بينهم، واستعبادهم وإلغائهم من الوجود.

في داخله فراغ ويشعر بالحقارة في داخله. يريد من جميع الناس أن يذكروا اسمه، كل ذلك ليعوض ويغطي ما في داخله من حقارة، لأن الإنسان العظيم لا يحتاج إلى مدح الناس له ولو سبوه.

لكن الظالم المتكبر والمتجبر لا يتحمل منشورا، ولا يتحمل دعوة لمظاهرة حتى لو من طفل، امرأة كانت أو شابا، لا يقبل على الناس الوجهاء، العظماء بحيث يشعرون بأنك انجذبت اليهم وسقطت أمام عظمتهم حتى يطمع في أن نظلم الناس لحسابهم.

إن الأغصان المليئة بالثمار تتدلى وتتواضع، ولكن الأغصان الفارغة التي ليست فيها ثمرة واحدة تبقى متكبرة.

ليكن لك رأي.

تعودنا على ألا يكون لنا رأي عندما ننتمي لأي جهة !

تعودنا على ألا نحاول أن ما نفكر فيه خطأ كان أم صواب !

تعودنا على أن نغمض أعيننا فنرمي المسؤولية عليهم !

من قال لكم إنهم يتحملون المسؤولية؟ ما ضماناتهم؟

أيها الشعب ليكن لك رأي.. لا نستعير ثقتنا بأنفسنا من خلال الآخرين، أن نثق بأنفسنا بعمق وأن نصنع إنساننا الجديد، أن ندخل إلى هذا العقل لنجعله عقلا لا يتبنى الخرافة، أن نجعل عقلنا عقلا ثقافيا ثابتا.

انطلقوا في تخطيط كل أموركم سواء كانت أمورا سياسية، أو اجتماعية، أو ثقافية من عقولكم، العقل والفكر.

كونوا عقلانيين ولا تنجروا وراء العاطفة أو المصالح الشخصية، حتى في التزاماتكم بالقيادة، بالانفعال والحماس.

ادرسوا القيادة في تفكر فيه من عقل وفي ما تخطط له من برنامج، وفيما تتحرك به.

كونوا شعبا عاقلا لا انفعاليا لا تهتفوا عندما يهتف الهاتفون ويصفق المصفقون.

كلنا علينا مسؤولية التغير الحركي للواقع الفاسد، كل بحسب ظروفه وإمكانياته وتغير المنكر وتقويم الانحراف، فالذي يستطيع التغير ولا يتحرك من أجل ذلك فإنه يعبر عن رضاه للظلم.

أيها الشعب إذا كنت مسؤولا في أي موقع من مواقع المسؤولية، فأنتم مسؤولون عن كل كبيرة وصغيرة ليس هناك فرق، لا قوي ولا ضعيف، ولا صديق ولا عدو، بل هناك حق، وعدل، ومساواة.

أتوجه برسالتي إلى كل مسؤول: نريد مسؤولين تكون عقولهم عقول حق وأن تكون سيرتهم سيرة العدل.

ماذا نخسر إذا نشرنا الفرح والسرور في المجتمع المتعب الذي يعيش المأساة، مجتمع تهزه الأزمات، والتحديات، والصعوبات من جميع الجهات سواء من الناحية المادية، أو الاجتماعية، أو الثقافيه؟

فلنتكاتف، ونتعاون يدا واحدة في تحد عام أمام الفساد والظلم، من قبل المسؤولون، والحكام، دون النظر إلى الدين أو الطائفة أو العقيدة أو حتى الانتماء الحزبي وغيره.