صدر عن المكتب الإعلامي للدكتور جيلبير المجبر البيان التالي :
تعيش الساحة السياسية الداخلية فراغاً من نوع آخر، فبعد استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المفاجئة من الرياض، ثمة قطبة مخفية تحكم مسار الأحداث السياسية، مع ما رافق ذلك من حرف الأنظار عن كل حاجيات الناس ومصالحها، صوب الاهتمام بكشف مصير الرئيس الحريري وعودة الحياة السياسية الى ما كانت عليه.
كل المواضيع أصبحت فعلاً ماضياً من انتخابات وتحالفات وتوازنات وتسويات، والحديث يتمحور فقط حول سؤال رئيسي “قولوا لنا ما الذي حصل؟!”، فالكل يُحلِّل ويخلق الأحاديث والمواضيع، فيما الأمور يبدو أنها تسير في مكان آخر وفقاً لمصالح تتخطى سقف الدولة اللبنانية ولبنان بأسره.
نجح رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في التخفيف من وطأة الأزمة نوعاً ما، لكن امتداد الأمور وعدم معرفة اي أفق فيما خص عودة الرئيس الحريري كلها عوامل تجعل من الوضع الداخلي عرضة لحدوث تكهنات جمَّة، قد تسير غير ما تشتهي سفننا، خاصة مع عدم رغبة الأطراف الخارجية وخاصة المملكة العربية السعودية في إيجاد مخرج للموضوع أقله حتى هذه الساعة، دون معرفتنا مكامن هكذا قرار.
المسعى الفرنسي يبدو انه وجد طريقاً آمناً، لكن خروج الرئيس الحريري من السعودية صوب فرنسا لا يعني بالضرورة عودة سريعة للبنان، كما أن عودته للبنان لا تعني بالمطلق فكّ العِقد السياسية، فكل الأمور رهن مخططات لا زالت تسير عكس المصلحة الوطنية.
إن المطلوب اليوم إدارة الأزمة بمرونة عالية، والتريث في اتخاذ ما يلزم من إجراءات وقرارات، علّنا نعبر المرحلة بأقل الأضرار الممكنة على الوطن والمواطنين.
