د. جيلبير المجبر : لبنان جزء من لعبة أممية “أُجبر على السير بها”

د. جيلبير المجبر : لبنان جزء من لعبة أممية “أُجبر على السير بها”

صدر عن المكتب الإعلامي للدكتور جيلبير المجبر البيان التالي :

العالم كله في فوضى غير منظمة، الحروب تستعر في كل مكان، فيما العالم العربي غارق في متاهات حروب فكَّكت معالمه وجعلته مُشتَّت الهوية والتاريخ، فحتى من كانت سابقاً تُسمى بجامعة الدول العربية أصبحت وسائر أعضاءها فعل ماضٍ ناقص، لا نفع منها ولا حاجة عملانيَّة لها.

أخطر ما يواجه العالم العربي هو الصراع الإيراني- العربي أو بالأحرى صراع بعض دول الخليج مع إيران، الذي بدأ يأخذ اليوم أشكالاً أكثر بشاعة، مع محاولة رأس الحربة في مواجهة إيران أي المملكة العربية السعودية استخدام كل الوسائل للضغط على إيران عبر حلفائها في المنطقة العربية، حيث تعتبر السعودية ان إيران تحاربها في ساحات كثيرة.

لبنان وقع في نيران هذه المواجهة الخطيرة، فحلفاء إيران يعمدون للضغط كلامياً عبر السعودية محاولة منهم لإبعاد اليد السعودية عن لبنان، في مقابل سعي السعودية عبر حلفائها لتحجيم الدور الإيراني في لبنان، رغم معرفة طرفي النزاع ومديريهم الخارجيين ان لبنان لا يمكن أن يُحكم من جهة بعينها، فهذا البلد محكومٌ بالتوافق الداخلي رغم ان هذا التوافق عنوانه إلتقاء مصالح خارجية على حساب لبنان وسيادته.

إن الدعوة اليوم موجهة حصراً لأبناء الشعب اللبناني بأن يقولوا وجهاراً أننا شبعنا تدخلات، كما والسياسيين أنفسهم ممن عليهم مراجعة الواقع المعاش ليتخلوا عن أثواب حيكت لهم وأصبحت كبيرة عليهم وهي اصلا لم تكن على قياسهم، لأن يعودوا إلى وطنيتهم ووطنهم.

إننا لا ندعوا لمؤتمر تأسيس كما حُكي ولا لإعادة إنتاج طائفة جديد، فكل هذا لا يفيد، ما يخدمنا ويريحنا هو فقط إعادة قراءة موضوعية للاحداث منذ ال 2005 حتى يومنا هذا، مع مبادرات شعبية وسياسية للضغط من أجل جعل لبنان وطناً سيادياً، ولنبتعد عن مبدأ أننا مضطرون لمجاراة الخارج حفاظاً على مصلحة لبنان، فمصلحة هذا الوطن لا تتم عبر مساومات وتنازلات وخوف واستعباد وتبعية.

إن القارئ لكلماتنا يحسب كما ولو أننا نطلق كلاماً لا إمكانية لصرفه في المعادلة اللبنانية، حيث احتكام الداخل اللبناني لخارج قوي وممسك بمحركات الاستقرار الداخلي، لكن قولنا ينطلق من أن لكل شيء نهاية، ويبدو أن عنجهية الخارج تجاه لبنان لا بد وأنها وصلت او ستصل صوب النهاية التي لا بد منها والتي هي بمثابة بداية للبنان جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *