اعتبر الدكتور جيلبير المجبر ان كل شيء في الحياة له سلبيات وإيجابيات، وليس هناك من شيء جيد في المطلق، مشيرا الى انه كما هناك حسنات لموضوع ما أو لظاهرة معينة يوازيها في المقلب الأخر سلبيات يجب أن نعيرها اهتماماً كي نتجنب الوقوع بها.
وخلال ندوة بعنوان “مواقع التواصل هو فضاء مفتوح على مصراعيه”، لفت إلى ان الحياة وبكل ألوانها سيف ذو حدّين، فثمرات النهضة العلمية والتكنولوجية المعاصرة المتمثلة بمواقع التواصل الإجتماعي وما تحمله هذه النقلة النوعية في وسائل التواصل والإتصال، مشيرا الى “اننا اليوم أمام ثورة كبيرة في عالم التواصل التي تركت تأثيراتها على البشرية كلها بما ينظمه القطاع من خدمات ومواقع متعددة وفي شتى المجالات، فأخذت الآراء بالتناقض بشأن هذه الظاهرة، وبعضهم أطلق عليها إسم “مواقع الفساد الإجتماعي” نظراً للسموم التي تبثها في عقل وأذهان من يتابعها باستمرار”.
وأوضح انه “لا بد من التوقف عند هذا الإنجاز الحضاري وتحليل إيجابياته وسلبياته، لتحديد الموقف النهائي، فالمتعارف عليه هو ان واقع التواصل الإجتماعي وإيجابياته الكثيرة من ناحية التطور الذاتي واكتساب الثقافة العامة من خلال الإطلاع على أي موضوع علمي اجتماعي ثقافي ترفيهي، لتغوص في عالم المعرفة ونكتشف اسرار الكون حولنا حاملين هذه المكاسب لتنير طريقنا وتفتح لنا أبواب النجا”، لافتا الى انه “من مميازات التواصل الاجتماعي هو عن تقوية العلاقات الإجتماعية من خلال المحادثات الفردية والجماعية، لمعرفة آخر المستجدات في مختلف أنحاء العالم، فيظهر لنا العالم أمامنا وكأنه عالم مصغر نستطيع استيعابه ومعرفة ما يدور فيه من أوله الى آخره، بأبسط مما يتصوره العقل البشري، وكل ذلك بفضل التكنولوجية”.
وأشار الى ان “هذه الثورة في عالم الفكر والثقافة من خلال استخدام هذا المنبر والتعبير عن أفكارهم، أما في الوجه الآخر الذي يجب أن نعيره إهتماماً هي سلبيات هذه الظاهرة المتعددة ومنها الإدمان عليها بشكل مفرط والتأثير والتأثر بأفكار الآخرين من دون تمييز وتقييم لنوعية من نتعامل معه، والعزلة عن المجتمع والإنجرار خلف الانحراف والإباحية، إذ في كثير من الأحيان تنشر الأفكار الهدامة والاستفزازات والنعرات الطائفية إذ يكثر الكذب والنفاق والإجرام والعبث بالقيم والأخلاق”، مؤكدا انه “لذلك يجب علينا المواظبة والتنشئة السوية للفرد حتى يستطيع أن يحدد الطريق لمواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن الانحراف والضياع“.