فعلُ الخير واجبٌ مقدّس

فعلُ الخير واجبٌ مقدّس

فعلُ الخير واجبٌ مقدّس

 

ورد في الكتاب المقدّس الآية التالية: “لا تخافوا من فعل الخير يا أبنائي، لأنّ ما تزرعونه تحصدونه أيضًا، ولذلك إذا زرعتم الخير فإنكم ستحصدون خيرًا لمكافأتكم”، كما ورد في المصحف الكريم الآية التالية: “وما تنفقوا من خيرٍ يُوَفَّ إليكم”. في تربيتنا ووفقًا لوصايا الأهل، نعتبر أن فعل الخير من أعظم الأعمال التي يمكن للإنسان القيام بها، وهو الأحب إلى الله والقدّيسين. فالكتب السماوية التي أنزلها الله خصّت فاعل الخير بحسنات وفيرة ومنازل خاصة في جنّاته السماوية.

 

فعلُ الخير، كما كانت تردد والدتي نوال رحمها الله، هو لوجه الله وحده، وكل عمل تقدمه يجب ألا يكون بغرض المكافأة أو الشكر، لا ماديًا ولا معنويًا. كأن تساعد إنسانًا محتاجًا، أو تعين شخصًا يمر بمحنة في حياته الخاصة. فاعل الخير هو الأقرب إلى الله، وكلما قام بعمل صالح لوجه الله، زادت حسناته وأصبح أقرب إلى نيل مرتبة عالية في الأقدار السماوية.

 

عادةً ما يحظى فاعل الخير بمحبة الناس وثقتهم، لأنه يقدم المساعدة دون انتظار رد أو مكافأة، بل فقط بدعوات صادقة لمن سبقهم إلى الحياة الأخرى. إنّ فعل الخير يعزز العلاقات بين البشر، ويجعلهم كالبنيان المرصوص، حيث يسارع كل إنسان لتقديم يد العون لأخيه الإنسان في وقت الأزمات. وما أحسنَ الإحسان في وقت الضيق.

 

لقد سلكتُ درب الخير بناءً على وصايا الأهل، وطريق الخير هو حكاية رائعة لا يتذوقها إلا من عاشها بالعطاء والتفاؤل. ربّي، اجعل عطايانا مصدر خير وسعادة لأهلنا، ووفق الجميع في مساعيهم، واجعل مردود الخير أملًا وتفاؤلًا بمستقبل زاهر.

 

إنّ التوجيهات في مؤسستنا كانت دائمًا منصبة على سلوك درب العطاء والخير، وقد امتدت المساعدات لتعمّ كل لبنان قدر المستطاع. التزامنا ينبع من إيماننا بأهمية إحقاق الحق والعدل في كل قرار نتخذه، والحرص على أن تصل المساعدة لكل من يحتاجها، سواء في مجالات التربية أو الاستشفاء أو الإعمار.

 

يعتبر القانون أنّ الميثاق الإنساني يوفر الأساس الأخلاقي والقانوني لحماية المحتاجين وضمان حقوقهم. ونحن نؤمن بأن كل شخص محتاج له الحق في الحصول على المساعدة التي يحتاجها ليعيش بكرامة. المبادئ الواردة في الميثاق الإنساني هي مبادئ عالمية نلتزم بها، وتنطبق على كل المحتاجين، وكذلك على كل من يسعى لتقديم العون لهم.

 

نعم، نحن نؤمن بأن لكل إنسان الحق في الحياة بكرامة، وفي الحصول على المساعدات الإنسانية، وفي الحماية والأمن. لذلك نحن ملتزمون بتلبية احتياجات كل محتاج، ونسعى دائمًا لدعم الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتفادي أي حاجة أو نقص.

الدكتور جيلبير المجبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *