سيدي البطريرك ، السادة زعماء لبنان ، الأحرار : لماذا تتركوهم يتصارعون على أرضنا ؟!
غبطة البطريرك زعماء لبنان الشعب الحر ، لماذا تتُرك أرض لبنان مستباحة من قبلكم مقصرون مطنّشون غائبون عن أرض الواقع ينقسكم الحّسْ الوطني الصرف الصارم . إنها أوزار حرب يتحمّلها شعب لبنان الأبيّ وأنتم غافلون عن إستنباط الحل ، متسمّسكون بمواقفكم التي هي بمثابة الجبن والرياء والخداع وقلّة المسؤولية . هذه الحرب الحالية بواقعها الأليم هي حرب مصالح إقليمية – دولية مطعّمة بوجود منطق ميليشياوي غير قادر على مواصلة المواجهة وتُصطاد كادراته كالعصافير واحدًا تلو الآخر … حرام والله حرام دماء الأبرياء ثقيلة … أين هو ضميركم الديني – الإنساني – الوطني ؟!
غبطة البطريرك زعماء لبنان الشعب الحر ، إنّ الوضع الراهن يستدعي الإستنفار الكامل وكلُ وفق طاقاته الدينية – الفكرية – الإجتماعية – الإنسانية – الدبلوماسية لإخراج لبنان من هذه الأزمة التي لا ناقة له ولا جمل فيها . نعم هناك من أدخل لبنان في حرب ضروس مع عدو حاقد فاقد لأي حس إنساني أخلاقي ، والمؤسف أنّ هذا الداخل يُستقبل من قبلكم على الراحات ولا تستطيعون توجيه أي ملاحظة إليه سواء أكانت على مستوى إيقاف نزيف الدم أو عدم التعاطي في شؤون الغير … منكم من طالب بالحياد فكانتْ مطالبته حبرًا على ورق والأنكى إكتفى بالمطالبة بها من على المنابر ، ومنكم من يستجدي تصريحا من على شاشة ما ليُوّصف الحالة مكتفيا ب”صف الحكي ” لا أكثر ولا أقل ، ومنكم من يتعايش مع الحالة الحربية المذرية ويدّعي الصمود في وجه هذه العاصفة ويبكي وينوح .
غبطة البطريرك زعماء لبنان الشعب الحر ، أنتم جميعا مطالبين بتقديم جواب للعالم وللشعب ولنفسك أيها الشعب الأبيّ ، نعم عليكم تحديد الجواب مجموعين وأفراد ، إنسجاما مع الحقيقة ومع سيادة وإستقلال هذا الوطن للأسف أنتم ما تزالون منقسمين على أنفسكم وخائفين من مواجهة المد الإقليمي الوافد إليكم تحت ستار “محاربة إسرائيل ” وأنتم غافلون عن المواجهة شعب بأكمله يُباد والمؤسف أنكم جميعا ( بطاركة – زعماء ، شعب ) لا تحملون في جعبتكم أي بوادر للحل … المطلوب منكم اليوم الوقوف في وجه هذه المؤامرة ، وإلاّ المنطق يعتبركم عملاء بإمتياز لهذا الحاقد الوافد إلى أرض القديسين ليصطادكم.
غبطة البطريرك زعماء لبنان الشعب الحر ، يؤسفني أن أسمع هنا في باريس ومن خلال مكاتب الإنتشار خاصتي ومن دوائر الإغتراب اللبناني ، “أن الداخل اللبناني غائب عن الوعي ولا يحمل أي مشروع إنقاذي …” نعم هذا ما نسمعه عندما نراجع المؤسسات الدبلوماسية سواء أكان في الإتحاد الأوروبي أو في الولايات المتحدة الأميركية أو في مجلس الأمن وفي روسيا غالبا ما يكون الجواب سلبيا ويحمّلونكم كامل المسؤولية … أين هو ضميركم يا سادة بالله عليكم تحركوا وإن لم تستطيعوا إلى المبادرة لطرح الحلول أطلبوا النجدة وأعلنوا أرض لبنان أرض قداسة وإنها ليست ممرا ولا مدخلا لأي كان … إو إستقيلوا من الشأنين الديني والعام … ألا تخجلون من سفك الدماء البريئة ، ألا تخجلون عندما ترون شعبكم مشرّد بدون مأوى ، ألا تشعرون بالخجل عندما يطل عليكم أحد المسؤولين الإسرائيليين يحذركم وبيتمرجل عليكم ، “يا عمي إنتو ناس بلا كرامي …”
غبطة البطريرك زعماء لبنان الشعب الحر ، بالأمس دوّى إنفجار كبير في منطقة الضاحية الجنوبية وأسفر عن مقتل أمين عام حزب الله وبعض معاونيه ، وهذا أمر مستنكر وهذه هي الحرب بحد ذاتها ما ذنب الأبرياء وما حقيقة هذا الإنفجار ومن هو المسؤول عن هذا الخرق الأمني من قبل العدو ، ألستم أنتم جميعا ضد هذا العدو ، بالطبع نعم ومن المستهجن ألاّ تكونوا محصنين ضد خروقاته . أكثر من ذلك أسألكم فردًا فردًا وأنتم كما تبدون حريصين على السلم والأمن الوطني وعلى السيادة الوطنية كما تدّعون حرصكم على التضامن بين المكونات اللبنانية : كيف إخترق العدو هذا المربع الأمني ، أين القوى المسلحة الشرعية ؟ أين الأمن الوقائي الذي تتغنون به ؟ أين هو هذا التضامن ؟!! لأستطرد وأسألكم في حالتكم السيادية ماذا يفعل قائد الحرس الثوري الإيراني في لبنان ؟ وبأي صفة يُشارك في إجتماع يقال عنه إنه “أمني إستراتيجي ” ؟ حقا إنكم لحفنة من الكذبة الضلالين إرحلوا قبل فوات الأوان . خزنوا السلاح في الأحياء السكنية ، إستوطنوا الشوارع الآمنة ، سيطروا على كل مقدرات البلاد ، نهبوا خزينة الدولة ، جيروا السيادة للغريب ، قصفوا همجيا ، تدخلوا في أمور لا تعنيهم تركتموهم يتقاتلون على أرضنا…. كفوا يا سادة غبائكم عنّا .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 30 أيلول 2024