“من رماد الانكسار إلى قمم القوة”
في مثل هذا اليوم، في الثاني من تشرين الأول عام 1964، وُلِدتُ، وكأن القدر رسم لي طريقًا مليئًا بالتحديات والصعاب. مرّت سنوات العمر كصفحات كتاب قديم، مملوءة بالأحلام الضائعة والذكريات المتناثرة. حاولتُ، وسقطت، وقمت مجددًا، وكأن الحياة كانت تختبر صمودي في وجه العواصف.
عشتُ لحظات الانكسار التي لا تُنسى، عندما شعرت أن الزمن أخذ مني أكثر مما منحني، وأن الأحلام التي رسمتها ببراءة الطفولة تبعثرت كأوراق الخريف في الريح. رأيتُ وجوهًا أحببتها تُغادر بلا عودة، وقلوبًا كانت قريبة تتباعد حتى أصبحت ذكرى بعيدة. وجدت نفسي أحيانًا وحيدًا في مواجهة هذا العالم القاسي، وكأن الأيام تآمرت ضدي في لحظات الضعف.
لكنّ اليوم، في عيد ميلادي، أقول لكل ما مررت به: أنا أقوى! نعم، قد كسرتني الحياة مرارًا، لكنني قمت من كل سقوطٍ أشد بأسًا. كل جرحٍ كان درسًا، وكل خيبة كانت دفعة نحو النهوض مجددًا. اليوم، أحتفل ليس فقط بعامٍ جديد، بل بنفسي التي لم تستسلم رغم كل العواصف.
اليوم، أرفع رأسي عاليًا، لأنني أدركت أن كل ألمٍ صنع مني شخصًا أقوى. وأن كل دمعة ذرفتها في الماضي كانت تحفر في داخلي صلابة لا تهتز. الأمل لا يزال يسكن قلبي، والأحلام التي تأخرت لم تمت، بل تنتظر لحظتها لتنير طريقي.
عيد ميلاد سعيد لي، ولروحي التي نجت من كل العواصف، لأني اليوم أعلم أن القادم أفضل، وأن الحياة رغم قسوتها، ما زالت تخبئ لي الكثير من الفرح والنجاح.
جيلبير ابن نوال وموس المجبر