الرئاسة العامة – مكتب باريس

ثورة 17 تشرين من يتذكرها ومن أفشلها ؟!

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، ثورة 17 تشرين من يتذكرها ومن أفشلها ومن بإستطاعته إعادة إحيائها ؟ سؤال أطرحه في هذه المناسبة الجلل على كل مواطن لبناني شريف علماني ورجل دين بإستثناء من هم اليوم في سدّة المسؤولية السياسية العلمانية والمسؤولية الروحية لأنهما باتا موضع شك لدى أغلبية الشعب اللبناني الذي يُعاني الأمُريّن جرّاء سياساتهم الرعناء التي أوصلتنا إلى قعر الهاوية وبتنا شعبًا مشردًا مهمشًا مبتور الحقوق منسي ويُفاوض عليه في أروقة الأمم .

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، ثورة 17 تشرين أجهضتها سياسة عميلة وقادة رأي خصيان وعاثوا فسادًا وتدميرًا لكل القيم الديمقراطية وتقاسموا السلطة من دون وجه حق ضاربين بعرض الحائط كل المبادىء الديمقراطية متناسين أن الثوار الذين نزلوا إلى الشارع للتعبير عن رأيهم الرافض لممارساتهم هم شعب وطني مرموق ولديه خطة لتطبيق الإصلاح السياسي وتحديد مبادىء العلم السياسي … نعم خاصمته هذه الطبقة العاهرة المكوّنة من علمانيين ورجال دين وتخلّوا عن تأييد مطالبهم وإعتبروهم قطاع طرق ومعادين للقوانين اللبنانية وللدستور .

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، لم يكن هناك مفّرْ من مواجهتكم والسعي لإجهاض ثورتكم ، فلجأوا إلى المخلين بالأمن وطلبوا منهم تخريب البُنى التحتية للدولة ، ومارسوا الضغوط المادية والمعنوية عليكم التي أسهمت في تدمير ثورتكم البتول ، ومن ثمّ تعبئة الرأي العام عليكم … أما المجتمعين العربي والدولي اللذان إعتبرا أن مواقفكم محقة لم يقرنا القول بالفعل للقيام بما يجب لدعم ثورتكم …

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، شوّهوا صورة ثورتكم البيضاء النقيّة بإطلاق “زعران الأزقة ” وروّجوا عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية أنكم السبب في الفوضى حتى وصفوكم ب”الفوضويين وقطاع الطرق ” ، وإنْ ما تقدمون عليه أسوأ كارثة حلّت بالجمهورية اللبنانية . لا يجب أن تتناسوا أنّ هذه الطبقة السياسية العاهرة جنّدت كبير بلطجيتهم أو زعرانهم وتكليفهم بأعمال الشغب التي جرت على مداخل العاصمة والأحياء وتمّ إستدعاء الأجهزة الأمنية من كل القطاعات وهؤلاء تجمهروا في الشوارع وأطلقوا القنابل عليكم وأخطأوا الأهداف .

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، لا يغيب عن بالكم التواطؤ مع بعض رجال الدين والمسؤولين المدنيين والأمنيين على قضم حقوقكم ، لأنكم طالبتم بحقوقكم المهدورة ، ونجحت مهمة هؤلاء الخونة الذين قبضوا المال النجس لتمويل كل مراحل ضربكم والقضاء عليكم ، إذ إنتهى الأمر بالقبض على بعض رموزكم الشريفة وأحالوها للقضاء وحكموها بإسم الشعب اللبناني ونحن والشعب وأنتم براء من أحكامهم الكيدية .

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، لهذه المناسبة الجلل ومن خلال خبرتي السياسية المتواضعة ولأجل أخذ العبر ألفت إنتباهكم في مناسبة ثورة 17 تشرين إلى أن إجهاض الثورة البتول لم يعد سرا ، فكلنا نعلم التفاصيل الدقيقة لأننا تعاوانا مع مراكز أبحاث لبنانية وعربية ودولية حوّلوا موضوع الثورة إلى حلقات نقاش مستفيضة لتبيان الحقيقة وهي حريتكم وتحرركم من هؤلاء الكذبة.

أيها الشرفاء من بني شعبي الأبيّ ، ليعلم كل شريف ومناضل أبيّ إن نضالنا سيستمر حتى نيل الحرية والإستقلال ويبقى الأمل بحتمية النصر قادم لا محالة ، وهو مرتبط بقدرتنا على الصمود ونحر هؤلاء الكافرين … وإن ذكرى ثورة 17 تشرين هامة جدا في حياتنا النضالية وهي ليست مرحلة عابرة ، فرغم كل الصعاب وما مرّ ويمّر علينا من تحديات ومصاعب خلال هذه الفترة إلا أننا سنستمر حتى تحقيق الهدف الرئيسي وهو إحالة هذه الطبقة السياسية لقضاء عادل ونزيه لإجراء المقتضى القانوني بحقهم. مخطىء من يُراهن على إفشالنا أو تعبنا ، معاركنا نبيلة وهي من أجل العدالة والمساواة والرفاه وتكافؤ الفرص بين الجميع . الثورة هي الحل (ثورة 17 تشرين بنسختها الثانية) ثورتنا ثورة وعي ونضال لا يأبى الصعاب وبقدر نبل الهدف يكون النضال حاضرا وبقوة ، دمتم .

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

 

 

فرنسا في 17 تشرين الأول 2024