إلى ابنتي الحبيبة، دافيا، تاج عمري ونبض قلبي
اليوم، أقف أمامكِ وأنا أرى فيكِ كل ما حلمتُ به يومًا، وكل ما كنت أتمناه لنفسي وللعالم. اليوم تخرجتِ، ولكنكِ لم تحملي شهادةً فحسب، بل حملتِ معها قصة كفاحكِ، قصة فتاةٍ جعلت من الأمل جسرًا، ومن الطموح جناحين، وحلّقتِ في سماء المجد.
ابنتي، عندما كنتُ أحملكِ بين ذراعيكِ طفلةً صغيرة، كنتُ أقول لنفسي: “هذه الفتاة ستُحدث فرقًا.” كنتُ أرى في عينيكِ شعلةً لا تنطفئ، إرادةً لا تُكسر، ونورًا سيملأ الدنيا. اليوم، وأنا أراكِ واقفةً بشموخ، أشعر أن كل قطرة عرق بذلتها، وكل لحظة تعب عشتها، كانت تستحق.
تذكّري دائمًا، يا أغلى ما أملك، أن الطريق لم يكن يومًا سهلًا. أنتِ تعرفين ذلك جيدًا. رأيتِنا نكافح لنمنحكِ الحياة التي تستحقينها، وأنتِ بدوركِ كافحتِ بكل حب وشجاعة. اجعلي هذا اليوم شاهدًا على قوتكِ، لكن لا تكتفي به. هناك جبالٌ أخرى لتتسلقيها، وسماءٌ أوسع تنتظركِ لتحلقي فيها.
ابنتي، كوني دائمًا كما أردتُكِ: جبلاً لا تهزه الرياح، وحبلاً يمتدّ للآخرين حين يحتاجونكِ. اجعلي من قلبكِ منبع حنان لا ينضب، ومن عقلكِ قلعةً لا تهزمها التحديات. لا تخافي أن تخطئي، ولا تخشي أن تبدئي من جديد. الحياة لا تهزم إلا من يتوقف عن المحاولة.
لكن لا تنسي أبدًا: خلف نجاحكِ دموع أبٍ عاش ليراكِ في هذه اللحظة. خلف كل خطوة خطوتِها، كانت هناك يدٌ تحملكِ في الخفاء، وعينٌ تسهر لتطمئن أنكِ بخير. أنا فخور بكِ، يا قطعة من روحي، ليس فقط لأنكِ نجحتِ، بل لأنكِ كنتِ دائمًا مثالاً للقوة، والعطاء، وللحُب الذي لا ينفد.
اليوم، لا أكتفي بالاحتفال بتخرجكِ فقط، بل أيضًا أحتفل بكِ كإنسانة أكملت مرحلة جديدة من رحلتكِ العلمية والعملية، وتستعدين للانطلاق إلى مرحلة أخرى مليئة بالتحديات والفرص. تخرجكِ من دراسة ماجستير MIAGE هو إنجاز عظيم، وهو دليل على جديتكِ واصراركِ في تحقيق أهدافكِ.
امضي يا ابنتي إلى حيث يشدكِ الطموح، وحيث يقودكِ حلمكِ الكبير. لا تخافي شيئًا، فأنا هنا دائمًا، سندًا ودعاءً، وقلبًا ينبض بحبكِ.
أحبكِ أكثر مما قد تحتويه الكلمات.
والدك: جيلبير ابن نوال وموس المجبر