دائرة العلاقات السياسية – قسم الإعلام
تصالح المتقاتلون رغمًا عن إرادة الأبرياء
شعبي يتألم من كثرة الدجالين في محيطنا اللبناني حيث تتعاظم إحتفالية الإنتصارات الوهمية العبثية بما يُعرف بالإنتصار على العدو وبتغيير بعض موازين القوى على طريقة محاولة يائسة بائسة في ما حصل من عملية تفاوضية أفضتْ إلى وقف إطلاق للنار مشروط بشروط تعجيزية فرضتها الولايات المتحدة الأميركية حليفة العدو اللدود إسرائيل ، فيما يؤشر وقف إطلاق النار إلى إطلاق معارك كبيرة ومليئة بالتناقضات على إمتداد أرض جنوبنا العزيز .
لا يخجل هؤلاء الذين يدّعون الإنتصار الوهمي الإحتفال بنصر مزوّر مشين في كل المناطق التي تعرّضت للعدوان الإسرائيلي حيث ظهر الخراب والدمار عدا عن القتلى والجرحى والمفقودين إضافة إلى الحصار المفروض على لبنان والذي سيمنع من تغذية ترسانة حزب الله العسكرية من التغذية عن طريق الدولة السورية ، وهذا بند واضح كُتِبَ وأضيف على الشروط التي صيغتْ في إتفاقية وقف إطلاق النار .
ما من مشكلة عند مُدّعي الإنتصارات الوهمية وعند الشعب الفاقد لأي حس تحليلي منطقي والذي يستفيد “بكم دولار” ولا يُدرك عمليا أنّ هذه العملة بالكاد تكفيه لإعادة ترميم ما دمّرته الآلة العسكرية المجرمة نتيجة تدخل الجمهورية الإسلامية في شؤون شعب مغلوب على أمره وعلى أرضه ومن كيسه . ليس من قبيل الصدفة أن تسمح الدولة العلية بحكامها الحاليين العبث في النظام السياسي اللبناني وبمصير الشعب ، وهذا الأمر حصل لأنّ شعبي غير قادر على محاسبة أي مسؤول لبناني سواء أكان رسميا أو حزبيا يوالي حزب الله لأنّ هذين المسؤولين أحكما قبضتهما على السلطة التشريعية والتنفيذية وغيّبوا مقام رئاسة الجمهورية عمدا .
مشكلة الحرب المفتعلة أخيرا كبيرة ونتائجها وخيمة على صعيد الوطن ومؤسساته والشعب المظلوم ، لأن هناك طبقة سياسية مدعومة من الممانعة عملتْ على معاكسة القوانين المحلية والعبث في مصير الدولة ومؤسساتها الشرعية تحت ضغط السماح بالتعاطي في الشؤون الداخلية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا أمر يُخالف أبسط قوانين العلاقات بين الدول ولا سيما المعاهدات الدبلوماسية التي ترعى العلاقات بين الدول ناهيك عن خرق مبدأ قانون الأسلحة ولسنا في وارد ذكر بعض الأفعال الشنيعة التي إرتكِبتْ في السابق حينما تم نقل المتفجرات والسلاح لتعكير صفو الأمن في لبنان .
يؤسفنا أن نرى جمهورية فاقدة للشرعية الشعبية تتعاطى من نظام سياسي موسوم بالإرهاب وبالتطاول على القرارات الدولية وعلى القوانين اللبنانية ويعمل على تضليل الرأي العام بحجة أنه غيّر موازين القوى ويسعى جاهدة لإعتماد مبدأ ” الضحك وتضليل الرأي العام بالإنتصار الوهمي على العدو …” هذا الأمر الحاصل اليوم سيقودنا إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الجمهورية اللبنانية وسائر الدول سواء أكانت عربية أو دولية لأن هذه الدول عملتْ على فرض إتفاق وقف إطلاق النار وترعاه مقابل شروط وُضِعتْ من المفترض أن تلتزم بها الدولة اللبنانية ولكن هذا الإلتزام الغير ممكن سيُكلف الناس الكثير من الويلات .
تصالح المتقاتلون رغما عن إرادة الأبرياء وإدعوا النصر ، لكن ماذا عن مصير القرى المدمرة ؟ ماذا عن مصير الشهداء الأبرياء من كل المذاهب ؟ ماذا عن المصانع والمعامل التي دمّرها العدو الإسرائيلي ؟ ماذا عن حقوق الناس التي أضاعتها هذه الحرب؟ ماذا عن الأشخاص الذين أصبحوا بحكم ” الإعاقة الدائمة ” ؟ ماذا عن مصير الأهالي الممنوعين من العودة إلى مناظقهم لأن جيش العدو يتواجد داخل أراضيها ؟ أين نحن من الخط الأزرق ومن هو الضامن ؟ هل سيُسمح للجيش بإكمال ما طُلِبَ منه أو سيكون كبش محرقة ؟ تصالح المتقاتلون وبقيَ شعبي مشردًا ذليلاً على أرصفة الوطن تتاجر بمصالحه هذه الطغمة السياسية .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ